
أكدت صحيفة الغارديان البريطانية أن السلطة الفلسطينية تفتقر منذ البداية إلى أي شرعية شعبية حقيقية، وتُمعن في تكريس واقع سلطوي قائم على التعيين والتفرد، وسط تحضيرات غير ديمقراطية لتوريث الحكم داخل أروقة القيادة.
وسلطت الصحيفة الضوء على تحركات رئيس السلطة محمود عباس لتكريس حسين الشيخ خليفة له، معتبرة أن هذه الخطوة تزيد من الاحتقان الشعبي وتؤكد حالة الانفصال بين السلطة والشعب.
وأشارت الصحيفة إلى أن السلطة المدعومة من الولايات المتحدة وحلفائها تواجه انتقادات متزايدة بسبب تعاونها الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي، وقمعها للمعارضة، في ظل تصعيد إسرائيلي غير مسبوق في قطاع غزة.
2% فقط يدعمون حسين الشيخ
وأبرزت الغارديان أن حسين الشيخ لا يتمتع بأي تأييد شعبي حقيقي، حيث أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة حصوله على 2% فقط من ثقة الفلسطينيين، في مؤشر واضح على رفض القاعدة الشعبية لمسار “الخلافة المفروضة”.
وقالت الصحيفة إن عباس، عبر تجاوز المجلس الوطني، والتلاعب بصلاحيات المجلس المركزي لمنظمة التحرير، يعمل على تفريغ النظام السياسي الفلسطيني من مضمونه التمثيلي.
التنسيق الأمني مع الاحتلال
وفي السياق ذاته، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي ميشيل شحادة أن عباس يهاجم المقاومة في ذروة عدوان غزة، ويدافع عن التنسيق الأمني مع الاحتلال، مما يعكس تبنّيه خطاباً منسجماً مع الأجندة الأمريكية الإسرائيلية لتفكيك مشروع المقاومة وتصفية القضية الفلسطينية.
وقال شحادة في مقال رأي، إن السلطة غارقة في الفساد ومنفصلة عن نبض الشارع الفلسطيني، داعيًا إلى تحرك شعبي واسع لإنهاء هذا المسار السياسي المنحدر.
توريث الحكم
من جانبه، قال الباحث السياسي جهاد حرب إن تعيين حسين الشيخ نائباً لعباس زاد من حدة التوترات داخل حركة فتح، التي تعاني من صراعات معلنة وخفية بين أقطابها حول من يخلف عباس.
وأوضح أن حسين الشيخ، بصفته أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، بات فعليًا الرجل الثاني، ويرأس بعض اجتماعات اللجنة، في وقت يتم فيه إظهاره بشكل لافت في المشهد، خصوصًا خلال ظهوره المنسق أمام ضريح ياسر عرفات.
وأشار حرب إلى أن هذه التحركات، رغم كونها ضمن “البروتوكول الرسمي”، إلا أنها تُمهد لتسويقه كرجل المرحلة القادمة، في غياب أي آلية ديمقراطية حقيقية أو توافق وطني.
وخلص تقرير الغارديان إلى أن استمرار دعم القوى الدولية لمسار عباس، رغم تآكله محليًا، يرسخ نهجًا يتجاهل حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، ويُغذّي حالة الاحتقان والانقسام الداخلي، في وقت تُقدم فيه غزة الآلاف من الشهداء تحت القصف الإسرائيلي.