أكدت الأمم المتحدة استمرار القيود المشددة التي تفرضها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وصرّحت المتحدثة المساعدة باسم الأمم المتحدة، ستيفاني تريمبلاي، في مؤتمر صحفي عُقد في مقر المنظمة بنيويورك، أن المؤسسات الأممية تبذل جهودًا مضنية لإيصال المساعدات إلى القطاع المحاصر.
وأشارت تريمبلاي إلى أن قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة نجحت مؤخرًا في دخول شمال غزة بتاريخ 20 ديسمبر/كانون الأول الجاري، رغم العقبات الإسرائيلية، مؤكدة أن هذه القيود تعكس حجم الأزمة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون في القطاع.
محكمة العدل الدولية
وفي خطوة قانونية مهمة، طلبت الجمعية العامة للأمم المتحدة من محكمة العدل الدولية إصدار رأي استشاري بشأن التزامات إسرائيل كقوة محتلة تجاه الأراضي الفلسطينية.
وسبق للمحكمة أن أكدت في جلسة علنية في يوليو/تموز الماضي أن استمرار وجود إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير قانوني، مشددة على أن للفلسطينيين الحق في تقرير المصير.
وذكّرت المحكمة بأن القانون الإنساني الدولي يلزم القوى المحتلة بالموافقة على جهود الإغاثة وتسهيلها، مع ضمان توفير الاحتياجات الأساسية كالغذاء والرعاية الصحية.
ورغم الثقل القانوني والسياسي لهذه الآراء، إلا أنها ليست ملزمة، مما يجعلها تعتمد على الإرادة الدولية لتنفيذها.
أطفال غزة يدفعون الثمن الأكبر
وعلى صعيد المأساة الإنسانية، أعرب المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، عن صدمته من الأرقام المروعة التي وثّقتها المنظمات الأممية.
وأشار إلى أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أودى بحياة أكثر من 14500 طفل فلسطيني منذ بدايته، بمعدل طفل كل ساعة.
وقال لازاريني في تغريدة له إن هذه الأرقام ليست مجرد إحصاءات، بل تمثل أرواحًا قُطعت وأحلامًا تبخرت.
وأكد أن الأطفال الناجين يعانون من ندوب نفسية وجسدية خطيرة، بينما يقضي الفتيان أيامهم في البحث بين الأنقاض عن بقايا منازلهم وعائلاتهم.
وحذر لازاريني من أن الأطفال في غزة يخسرون حياتهم ومستقبلهم يومًا بعد يوم، في ظل الحرمان من التعليم والمأوى، داعيًا المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لإنقاذهم.
الكارثة الإنسانية في غزة
وتتزايد الدعوات الأممية لإنقاذ غزة من براثن الحصار والعدوان الإسرائيلي، ومع تصاعد الأزمة، يتزايد الضغط على المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته القانونية والإنسانية.
ومع ذلك، فإن التحرك الفعلي يبقى محدودًا، في ظل الدعم غير المشروط الذي يحظى به الاحتلال من بعض القوى الدولية.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الوحشي على قطاع غزة، مدعومًا من الولايات المتحدة ودول أوروبية.
العدوان، الذي يستهدف المستشفيات، الأبراج السكنية، والمنازل المدنية، خلّف مأساة إنسانية غير مسبوقة أكثر من 153 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء.
بالإضافة إلى ما يزيد عن 10 آلاف مفقود تحت الأنقاض، مع انعدام فرص العثور عليهم أحياء، ودمار شامل طال كل مظاهر الحياة، وسط مجاعة مميتة قتلت عشرات الأطفال وكبار السن نتيجة انقطاع الإمدادات الأساسية من ماء وغذاء ودواء ووقود.
ووصفت الأمم المتحدة هذا العدوان بأنه واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث، مشيرة إلى فشل الاحتلال في احترام القوانين الدولية التي تلزمه بتوفير الحماية للسكان المدنيين.