معالجات اخبارية
أخر الأخبار

أكذوبة الهجرة من غزة.. فخ استخباراتي وخدعة صهيونية

وسط تصاعد الضغوط النفسية والمعيشية على سكان قطاع غزة، تتعالى في الفضاء الرقمي أصوات تروّج لما يُعرف بـ”الهجرة الآمنة” نحو أوروبا. لكن خلف هذه الوعود الزائفة، تكشف الوقائع والمواقف الرسمية أن ما يجري ليس أكثر من حملة تضليل منسقة، تستهدف كسر صمود الفلسطينيين ودفعهم طوعًا نحو التهجير.

الكاتب عبد الهادي العجلة سلط الضوء في مقال تحليلي شامل على ما وصفه بـ”أكبر عملية تضليل إعلامي ونفسي”، مشيرًا إلى أن ما يُتداول عن هجرة جماعية من غزة لا يستند إلى أي أساس قانوني أو واقعي، بل يقف خلفه مشروع سياسي أمني تقوده مخابرات الاحتلال الإسرائيلي وأذرعه الإعلامية.

هجرة جماعية من غزة

وقال العجلة إن السفارات الأوروبية، وحتى قبل السابع من أكتوبر، لم تفتح أبوابها أمام الغزيين، بل شددت سياسات الهجرة، خاصة مع صعود اليمين المتطرف في عواصم القرار الأوروبي.

وأكد أن بعض الدول، كألمانيا والسويد، رفضت استقبال حتى الحالات الإنسانية من غزة، موضحًا أن ما جرى من نقل لبعض المرضى تم في نطاق ضيق، وبضغط شعبي، كما حدث مع النرويج التي استقبلت أقل من 30 حالة فقط.

كما نفى الكاتب وجود أي برامج “لم شمل” تُطبق حاليًا في أوروبا لأقارب الغزيين الحاملين للجنسية الأوروبية، مشيرًا إلى أن كل ما يُشاع بهذا الشأن “أخبار مفبركة” تستغل حاجة الناس وظروفهم القاسية.

الاحتلال يستدرج الغزيين باسم “السفر”

وفي تطور خطير، كشف أمن المقاومة أن مخابرات الاحتلال شرعت مؤخرًا بإرسال رسائل نصية لهواتف المواطنين، خصوصًا في شمال المحافظة الوسطى، تطلب منهم التواصل مع ضباط الاحتلال لـ”ترتيب السفر إلى الخارج”.

ووصف أمن المقاومة هذه الرسائل بأنها جزء من الحرب النفسية التي تهدف إلى تفكيك الجبهة الداخلية، محذرًا من أن أي تواصل مع هذه الأرقام، أياً كان مبرره، يُعد تخابرًا مع العدو، ويعرض صاحبه للمساءلة والعقاب.

وشدد على أن بعض من يروّج لهذه العروض يعمل ضمن شبكات منظمة قد تكون تابعة مباشرة لأجهزة مخابراتية أو عصابات احتيال تسعى للسيطرة على ممتلكات المواطنين أو توريطهم قانونيًا عبر “توكيلات عامة” لا يُعرف إلى أين تصل.

حملة خبيثة يقودها الاحتلال

من جهته، أصدر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة تحذيرًا شديد اللهجة، مؤكدًا أن ما يُنشر عن وجود هجرة جماعية أو ترتيب سفر عبر مطار رامون إلى دول أوروبية، لا يمت للحقيقة بصلة، بل هو جزء من حملة خبيثة تستهدف زعزعة وعي وصمود الفلسطينيين.

وقال المكتب إن الاحتلال، بعد أن فشل في تهجير السكان بالقوة، يسعى اليوم إلى تمرير مخططه عبر أدوات ناعمة، منها “الهجرة الآمنة”، التي لا تمثل إلا محاولة لإفراغ الأرض من أهلها الأصليين.

وأضاف أن من يروّج لهذه الروايات هم حسابات وهمية أو شخصيات مشبوهة تستخدم وثائق مزيفة وتوكيلات لا قيمة قانونية لها.

فخ الهجرة من غزة

وأكد المكتب الإعلامي أن ما يجري ليس سوى جزء من المشروع الصهيوني طويل الأمد لتفريغ غزة من أهلها، معتبرًا أن الهجرة في ظل الاحتلال ليست خيارًا آمنًا، بل فخًا قد يؤدي إلى التحقيق أو حتى القتل عند عبور المناطق الخطرة أو التعامل مع جهات معادية.

وشدد على أن الحالات القليلة التي خرجت من القطاع مؤخرًا، معروفة ومحصورة في فئة المرضى والجرحى الذين غادروا لتلقي العلاج بعد تنسيق رسمي، ولا علاقة لها بما يُروج له البعض.

واختتم المكتب الإعلامي تحذيره بدعوة المواطنين إلى عدم الانجرار خلف الشائعات، وعدم تسليم مصيرهم لأشخاص أو كيانات مجهولة، مطالبًا بالإبلاغ الفوري عن أي جهة تدّعي قدرتها على ترتيب “هجرة قانونية”.

وأكد أن أرض فلسطين ليست للبيع، وأن الرباط عليها شرف لا يُضاهى، وأن من يظن أن نجاته في الرحيل، إنما يسقط في فخ الاحتلال المغلّف بالوعود الكاذبة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى