تحليلات واراء

الإعلام العبري: أمن السلطة الفلسطينية يستميت لسحق المقاومة في الضفة

أبرزت القناة 12 العبرية ما وصفته استماتة أمن السلطة الفلسطينية في سحق المقاومة في الضفة الغربية المحتلة بما في ذلك شن حملات اعتقالات واسعة للمنضمين إلى فصائل المقاومة.

وزعمت القناة أنه “في ظل الخوف من اشتعال النيران بالضفة الغربية، رفعت الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية رؤوسها خلال الشهر الماضي، وكثفت نشاطها الميداني ضد المقاومة في مخيمات اللاجئين والمدن الفلسطينية”.

ونقلت القناة عن مصادر في رام الله لم تسمها إن الأجهزة الأمنية الفلسطينية اعتقلت خلال الشهر الماضي العشرات من عناصر فصائل المقاومة في الضفة الغربية “في محاولة للحد من تصعيد الأحداث التي قد تخرج عن نطاق السيطرة في لحظة”.

توجيه عباس للأمن: لا تفقدوا السيطرة

تجري عملية الاعتقال التي تقودها قوات الأمن الفلسطينية بتوجيه من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي دعا اللجنة المركزية لحركة “فتح” إلى الاجتماع وأعطاهم سلسلة من التعليمات: “لا تفقدوا الحكم والسيطرة”.

وبحسب المصادر فإن هذا النشاط للأجهزة الفلسطينية يتم في مخيمي طولكرم ونور الشمس للاجئين اللذين يعتبران مقرا للمقاومة، وبالتزامن مع ذلك، تم اعتقال نشطاء المقاومة في جنين، كما تم تفجير محكم للعبوات الناسفة في منطقة طوباس، والتي كانت معدة لضرب مركبات تابعة للجيش الإسرائيلي.

بالإضافة إلى ذلك، سلم نشطاء أنفسهم في نابلس، وقام المحافظ وقوات الأمن هذا الأسبوع فقط بجولة غير عادية في مخيمي طولكرم ونور شمس للاجئين – بهدف الإشارة إلى: “نحن في الميدان ولن نستسلم”.

انتقادات للأجهزة الأمنية

لكن مع تزايد نشاط الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية، تتزايد الانتقادات العلنية الموجهة إليها، مما يثير غضب بعض الفلسطينيين.

فبعد انفجار العبوة الناسفة في طوباس، على سبيل المثال، وصف البعض العملية بأنها “جريمة وخيانة لدماء الشهداء وضحايا المقاومين”.

واتهم الفلسطينيون أيضا أنه “بينما يتعرض شعبنا للتدمير في قطاع غزة فإن الأجهزة تستميت لملاحقة ‘المقاومة’ في الضفة الغربية والعمل على تفكيك الشحنات ومصادرة الأسلحة في طوباس ورام الله”.

وأدت هذه التصرفات إلى إطلاق ألقاب على السلطة الفلسطينية، منها “أجهزة العار” والمتواطئة” و”التنسيق الأمني خيانة”.

وتابعت أن “الأجهزة الأمنية كثفت جهودها لرصد وتدمير العبوات الناسفة التي زرعتها المقاومة بمناطق نشاط الاحتلال، خاصة في طوباس”. حتى أن الفصائل الفلسطينية طالبت السلطة بالتوقف عن المساس بالمقاومة وخدمة احتياجات الاحتلال.

ونبهت القناة ما وصفته تآكل الروح الفلسطينية بسبب قمع أمن السلطة الفلسطينية لأي أنشطة ضد الاحتلال “بحيث بقي الجمهور هادئًا ولم يخرج إلى الشوارع أو يبدأ احتجاجًا، كما كان من الممكن أن يحدث”.

وبحسب القناة فقد عززت السلطة الفلسطينية نشاطها في منطقة الضفة الغربية، لكنها لا تزال بعيدة عن السيطرة على الوضع بالشكل المطلوب إسرائيليا، أو القيام حرب حقيقية وشاملة ضد فصائل المقاومة.

التنسيق الأمني “المقدس”

يجمع المراقبون على أن السلطة الفلسطينية في رام الله تكشف منذ أشهر متتالية عن وجهها الأشد قباحة في ذروة العدوان الإسرائيلي سواء بحرب الإبادة الجماعية المستمرة في غزة منذ عام أو الانتهاكات اليومية في الضفة الغربية والقدس المحتلتين.

وبينما تصل دولة الاحتلال إلى ذروة عدوانها الشامل على الفلسطينيين وأرضيهم وحقوقهم، فإن السلطة الفلسطينية تصطف ضد إرادة شعبها وخياراته وتفضل نهج العمالة الصريحة للاحتلال في سقوط يرى المراقبون أنه الأكبر ولا مثيل له سابقا.

وتنشغل الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة بملاحقة المقاومين في مختلف مناطق الضفة الغربية وتعمل على مطاردتهم وإطلاق النار عليهم والسعي إلى اعتقالهم، وكشف أفخاخهم وعبواتهم في إطار التنسيق الأمني “المقدس” مع الاحتلال.

وينصرف سلاح السلطة لملاحقة المقاومة ومحاولة قتلهم أو اعتقالهم، ومصادرة سلاحهم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى