كشف مصدر أمني إسرائيلي أن الحملة العسكرية التي تقودها السلطة الفلسطينية على مخيم جنين لإنهاء المقاومة قد فشلت، مما يشير إلى بداية نهاية حكمها.
وصرح المصدر لصحيفة “هآرتس” العبرية بأن جنين أصبحت نموذجًا مصغرًا يعكس وضع الضفة الغربية بأكملها، وأن تعثر السلطة هناك يعني أن سيطرتها على الضفة برمتها قد تكون في خطر.
وأضاف المصدر أن الأجهزة تحظى حاليًا بشرعية من “إسرائيل” للعمل في جنين، رغم الانتقادات الإسرائيلية.
وإذا نجحت الحملة، فقد تحاول السلطة توسيع نشاطها إلى مخيمات أخرى، ومع ذلك، فإن فشلها قد يعجل بنهاية حكمها.
السلطة الفلسطينية والاحتلال
منذ 19 يومًا، تنفذ أجهزة السلطة حملة عسكرية مشتركة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي لإنهاء المقاومة في مخيم جنين، كنموذج يُعمم على مناطق أخرى في الضفة.
وخلال هذه الحملة، ارتكبت السلطة إعدامات ميدانية طالت أربعة مواطنين، بينهم طفلان ومقاوم من كتيبة جنين.
كما تحاصر المخيم وتمنع عنه الماء والغذاء وتقطع الكهرباء، بهدف تحقيق أجندتها في حماية أمن الاحتلال ومستوطنيه.
تعنت السلطة يعمق الأزمة
واتهمت الناشطة النسوية تمام قناوي السلطة الفلسطينية بتخريب كافة المحاولات لحل الأزمة بين أجهزتها الأمنية والمقاومة في مخيم جنين.
وأكدت أن تعنت السلطة يحول دون تطبيق المبادرات الوطنية المطروحة من مختلف الفصائل والمؤسسات.
وأشارت قناوي إلى أن الأوضاع المأساوية دفعت الشعب الفلسطيني إلى هاوية الاقتتال الداخلي، مع الحاجة الملحة إلى وحدة الصف الفلسطيني.
وطالبت بوقف العمليات الأمنية في جنين والعودة إلى الحوار الوطني الشامل للحفاظ على النسيج الاجتماعي الفلسطيني.
التنسيق الأمني
وكشف مصدر مقرب من حركة فتح أن حملة “حماية وطن” في جنين جاءت بناءً على إملاءات دول مانحة واشتراطات من “إسرائيل” وفقًا لاتفاقيات التنسيق الأمني.
وأوضح المصدر أن الحملة تهدف إلى القضاء على التشكيلات العسكرية في الضفة وإنهاء المقاومة كشرط للمرحلة المقبلة، مستشهدًا بخطة “دايتون” الأمنية التي نفذتها السلطة في عام 2007.
وأشار المصدر إلى أن السلطة تواجه تحديًا كبيرًا في إقناع الفلسطينيين بجدوى إجراءاتها في ظل التضامن الشعبي الكبير مع المقاومة في جنين، مما يزيد من الضغوط الشعبية ضدها.