إعلام عبري: حسين الشيخ ليس مناضلًا بل موظف في منظومة الاحتلال

نشر موقع “سيحا مكوميت” الإسرائيلي مقالًا تحليليًا للباحث الإسرائيلي مناحيم كلاين سلط فيه الضوء على السيرة السياسية والأمنية المثيرة للجدل لعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ووزير الشؤون المدنية الفلسطيني حسين الشيخ.
بداية متقلبة
وبحسب المقال، فإن حسين الشيخ اعتُقل في بداية شبابه بتهمة الانتماء لخلية تابعة لحركة فتح، وحُكم عليه بالسجن 11 عامًا، لكنه خرج بعد عامين فقط.
وفي مقابلة مع مجلة Foreign Policy الأميركية، نفى الشيخ مشاركته شخصيًا في أي عمل مقاوم، ما يثير التساؤلات حول تفاصيل قضيته.
الأغرب، كما يشير كلاين، أن الملف القضائي الخاص بحسين الشيخ قد فُقد من أرشيف الاحتلال، وفق مصادر في الجيش الإسرائيلي.
ويعزز هذا الغموض ما قاله ضابط الشاباك السابق شالوم بن حنان، الذي وصف الشيخ بأنه لم يكن مقاتلاً ولا قائدًا ميدانيًا، بل منشغلًا بالدعاية فقط.
التحكم بالشؤون المدنية
وخلال الانتفاضة الثانية، برز الشيخ كأحد قادة “التنظيم”، الذراع الميداني الشاب لحركة فتح في الضفة الغربية، في مواجهة الحرس القديم العائد من تونس بعد أوسلو.
لكن، بعد انتخاب محمود عباس (أبو مازن) رئيسًا عام 2005، غيّر الشيخ توجهه السياسي، وبدأ بالصعود في هرم السلطة.
وفي عام 2007، تولّى الشيخ وزارة الشؤون المدنية، خلفًا لقريبه جميل الطريفي، ليُصبح مسؤولًا عن تصاريح السفر والبضائع وتحويل الأموال من الاحتلال إلى السلطة.
وهذا المنصب الحساس منحه نفوذًا هائلًا على الحياة اليومية للفلسطينيين في الضفة.
لكن تكررت معه اتهامات الفساد المالي والاعتداءات الجنسية، وفق ما أشار إليه المقال، دون تفاصيل إضافية.
الولاء لعباس والتأهيل لإرضاء واشنطن وتل أبيب
ومع تزايد عُزلة محمود عباس، حافظ حسين الشيخ على ولائه المطلق له، مما أكسبه ثقته ومكافأةً بتولّي ملفات كبرى بعد وفاة صائب عريقات عام 2022، منها إدارة العلاقات السياسية، وأمانة سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير.
خلال هذه المرحلة، بدأ الشيخ مسارًا دبلوماسيًا منظّمًا بدفع من عباس و”إسرائيل”، فالتقى كبار المسؤولين في الغرب، الذين وصفوه بأنه “براغماتي ومعتدل”، بحسب المجلة الأميركية نفسها.
بل نقل كاتب المقال عن مسؤول أمني إسرائيلي قوله:”حسين الشيخ هو رجلنا في رام الله”.
السلطة الفلسطينية كوكيل للاستعمار
ويرى مناحيم كلاين أن مقارنة الشيخ بالأسير مروان البرغوثي تفضح التناقض بين نموذج المقاومة ونموذج “النسخة من أبو مازن”.
ويذهب أبعد من ذلك ليقول إن السلطة الفلسطينية باتت تمارس “عسكرة داخلية” ضد شعبها لصالح الاحتلال، وتحوّلت إلى أداة لتكريس الاستعمار والفصل العنصري.
ويحذر الكاتب من التحولات الدولية، حيث تراجع نفوذ القانون الدولي والديمقراطية الليبرالية، مما سمح لـ”إسرائيل” بتقليص دور الوكيل الفلسطيني والاتجاه نحو السيطرة المباشرة، خصوصًا في ظل صعود رموز اليمين المتطرف أمثال بتسلئيل سموتريتش.
ويختم كلاين بالقول:”في نظام يقوم على التفوق اليهودي، لا مكان حتى للهوية الفلسطينية الشكلية. بل يجب أن تُهزم، أو تُباد، أو تُهجّر.”