معالجات اخبارية

استطلاع: دعم متواصل لحماس ورفض واسع لضغوط نزع سلاح المقاومة

أظهرت نتائج أحدث استطلاع للرأي حول الأوضاع السياسية والإنسانية في الأراضي الفلسطينية، استمرار الدعم الشعبي لهجوم طوفان الأقصى الذي نفذته حركة “حماس” في السابع من أكتوبر 2023، واستمرار التأييد لحركة حماس وفصائل المقاومة بقوة، خاصة في قطاع غزة، رغم المعاناة الهائلة التي خلفتها حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية المستمرة.

وبيّن الاستطلاع الذي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية ومقره رام الله، أن 50% من الفلسطينيين يرون أن قرار حماس بشن هجوم 7 أكتوبر كان صائباً، بما يعكس قاعدة تأييد واسعة ومستمرة لخيار المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي.

في الوقت ذاته تبرز دلالات مؤيدة لحماس في العديد من المؤشرات الأخرى، أبرزها أن الغالبية ترى أن الحرب أعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة الدولية. كما أن 43% من الفلسطينيين ما زالوا يعتقدون أن حماس ستخرج منتصرة من الحرب.

وفي سؤال مباشر حول مستقبل السيطرة على غزة بعد الحرب، توقعت النسبة الأكبر (42%) أن تبقى حماس هي الجهة المسيطرة، وذلك على الرغم من استمرار التدمير والنزوح.

رفض شعبي واسع لنزع سلاح حماس أو ترحيل قياداتها

من أبرز نتائج الاستطلاع تأكيد الجمهور الفلسطيني – بأغلبية ساحقة – على رفض الشروط الإسرائيلية والدولية بخصوص نزع سلاح حماس أو ترحيل قياداتها.

ويعارض 85% من سكان الضفة الغربية و64% من سكان قطاع غزة نزع سلاح المقاومة، ويعارض 65% فكرة خروج قيادات حماس العسكرية من القطاع.

وتعزز هذه الأرقام رؤية مفادها أن المقاومة، رغم التحديات، ما زالت تمثل خياراً سياسياً وشعبياً لدى شريحة واسعة من الفلسطينيين، خصوصاً في ظل الشكوك الواسعة حول جدوى البدائل السياسية.

حماس تتقدم في نسب التصويت الانتخابي

في حال إجراء انتخابات تشريعية اليوم، تظهر النتائج أن حماس ستتقدم على فتح بـ43% من أصوات المصوتين، مقابل 28% لفتح، رغم تراجع بسيط في نسبة تأييد حماس العامة بمقدار نقطتين خلال الأشهر السبعة الماضية.

وفي غزة المكلومة، تتقدم حماس بوضوح وتحصد 49% من أصوات المصوتين، مقابل 30% لفتح. أما في الضفة الغربية، فتسجل حماس 38% مقابل 27% لفتح، مما يؤكد استمرار مكانة حماس السياسية كقوة رئيسية في المعادلة الفلسطينية.

الجمهور لا يثق بوعود إنهاء الحرب مقابل تنازلات

أظهر الاستطلاع نفسه أن الغالبية العظمى من الفلسطينيين – 88% في الضفة و69% في غزة – لا يعتقدون أن إسرائيل ستنهي الحرب حتى لو وافقت حماس على نزع سلاحها.

كما يرفض 73% فكرة أن إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين سيؤدي إلى إنهاء الحرب، مما يكشف عن غياب الثقة في إسرائيل والنوايا الدولية، ويعزز موقف المقاومة في رفض التنازلات أحادية الجانب.

تراجع الثقة بالسلطة الفلسطينية واستمرار المطالبة برحيل عباس

بحسب نتائج الاستطلاع يستمر التراجع الحاد في الثقة بالسلطة الفلسطينية. 81% من الفلسطينيين يريدون استقالة الرئيس محمود عباس، و69% لا يعتقدون أن الحكومة الجديدة برئاسة محمد مصطفى ستنجح في تنفيذ إصلاحات. كما أن 60% يرون أن السلطة الفلسطينية أصبحت عبئاً على الشعب الفلسطيني، مقابل 35% فقط يرونها إنجازاً.

وحتى في حال عودة السلطة لإدارة غزة بعد وقف إطلاق النار، فإن 56% من الفلسطينيين يعارضون هذه الخطوة، ما يشير إلى فقدان الشرعية الشعبية لقيادة السلطة الحالية.

المقاومة لا تزال خياراً رئيسياً

رغم الانخفاض النسبي في تأييد الكفاح المسلح، لا يزال 40% من الفلسطينيين يرونه الوسيلة الأنجع لإنهاء الاحتلال، مقارنة بـ33% للمفاوضات، و20% للمقاومة الشعبية السلمية. هذا التوازن يعكس حيرة سياسية لكنها أيضاً تعبير عن استمرار الدعم لنهج المقاومة كجزء أصيل من النضال الفلسطيني.

ومن بين الأطراف الإقليمية، تحظى جماعة الحوثي في اليمن بأعلى مستوى من الرضى الشعبي في الأراضي الفلسطينية (74%)، تليها قطر ثم حزب الله. أما على المستوى الدولي، فإن الصين وروسيا تحظيان بمستويات مقبولة من الرضى، في حين تنال الولايات المتحدة أدنى درجات التأييد (3%).

وبالخلاصة تكشف نتائج الاستطلاع عن واقع معقد ومتناقض: دعم شعبي مستمر لقرار حماس بهجوم 7 أكتوبر، بموازاة مستوى دعم وتأييد شعبي واسعين للمقاومة حماس كجهة تمثيلية.

ورغم التدهور الإنساني في غزة، لا يعتقد الفلسطينيون أن تقديم تنازلات سينهي الحرب. في المقابل، تتعمق أزمة الثقة مع السلطة الفلسطينية وقيادتها، مما قد يفتح المجال لتحولات سياسية أوسع إذا فُتحت أبواب الانتخابات مستقبلاً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى