معالجات اخبارية
أخر الأخبار

الموت البطيء يلاحق الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي

في تصعيد جديد لانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بحق المعتقلين الفلسطينيين، كشفت مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان عن شهادات صادمة حول التعذيب الممنهج والمعاملة القاسية التي يتعرض لها المعتقلون في معسكر “سديه تيمان”.

وجاءت هذه المعلومات عقب زيارة ميدانية أجرتها محامية المؤسسة إلى المعسكر، حيث وثّقت أوضاعًا مأساوية تتناقض مع كافة المواثيق الدولية.

وفي الوقت نفسه، تعاني الأسرى في سجن ريمون من سياسة تجويع ممنهجة وحرمان مستمر من أبسط الحقوق الإنسانية.

وفي تقرير مشترك صدر عن هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني، كشفت شهادات مروعة لمعتقلي غزة عن ممارسات تعذيب غير إنسانية ارتكبها جنود الاحتلال.

وتضمنت هذه الانتهاكات حرق أحد المعتقلين بالماء الساخن، إضافة إلى التبول على معتقلين آخرين ورشقهم بالمياه العادمة.

والتقرير، الذي استند إلى شهادات (23) معتقلاً تمت زيارتهم بين 6 و8 كانون الثاني في سجن النقب ومعسكر نفتالي، يعكس حجم الجرائم التي تُمارس بحق الأسرى الفلسطينيين في انتهاك صارخ لكل القوانين الدولية.

معسكر “سديه تيمان”

وأفاد المعتقلون الذين تم احتجازهم في معسكر “سديه تيمان” بأنهم تعرضوا للاعتقال من مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة بطريقة وحشية، ومنذ لحظة اعتقالهم الأولى، تم ضربهم بعنف وتجريدهم من ملابسهم، مع تعصيب أعينهم وتكبيل أيديهم لساعات طويلة.

وتحدثوا المعتقلون عن إجبارهم على النزول في حفر عميقة وسط تهديدات بدفنهم أحياء، قبل نقلهم في شاحنات بشكل مهين، حيث استمرت عمليات الضرب المبرح باستخدام الهراوات طوال عملية النقل.

وخلال احتجازهم الذي استمر لخمسة أيام، ظلوا مكبلي الأيدي ومعصوبي الأعين دون طعام أو ماء.

وتعرضوا للتعذيب النفسي والجسدي في مكان يُعرف بـ”بركس التحقيق” أو “الديسكو”، حيث تم تشغيل موسيقى صاخبة على مدار الساعة لإرهاقهم نفسيًا والتسبب بأضرار صحية.

سجن ريمون

وإلى جانب معسكر “سديه تيمان”، يعيش الأسرى في سجن ريمون تحت ظروف قاسية ومأساوية.

ووفقًا لتقرير صادر عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين، تتبع إدارة السجن سياسة تجويع ممنهجة، حيث يُقدم الطعام بكميات قليلة وجودة سيئة، مما أدى إلى فقدان العديد من الأسرى ما بين 20 إلى 30 كيلوغرامًا من أوزانهم.

ويُحرم الأسرى من السكر والملح والشاي والقهوة، مما تسبب في إصابتهم بمشاكل صحية خطيرة مثل انخفاض مستويات السكر في الدم.

بالإضافة إلى ذلك، صادرت إدارة السجن كافة الأجهزة الكهربائية والمستلزمات الشخصية، ما جعل الحياة داخل الزنازين شبه مستحيلة.

وفي شهادة أخرى، ذكر المحامي الذي زار الأسير حاتم ياسر الجيوسي (53 عامًا)، وهو محكوم بالمؤبد ويعاني من انسداد في الشريان، أن إدارة السجن تعاملت معه بوحشية.

وأُجبر الجيوسي على السير لمسافات طويلة وهو مكبل اليدين والرجلين ومعصوب العينين، ما سبب له إرهاقًا بدنيًا ونفسيًا.

 معاناة الأسرى تستدعي العدالة

واعتبرت مؤسسة الضمير أن هذه الانتهاكات ترتقي إلى جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب وفقًا لاتفاقية مناهضة التعذيب واتفاقيات جنيف.

ودعت إلى فتح تحقيق دولي شامل للكشف عن الممارسات الممنهجة التي يتبعها الاحتلال بحق المعتقلين الفلسطينيين.

كما طالبت المؤسسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر بزيارة أماكن الاحتجاز فورًا للإطلاع على الأوضاع الصحية والمعيشية للمعتقلين، ودعت المحكمة الجنائية الدولية إلى التحقيق في جرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال.

وشددت المؤسسة على أن هذه الجرائم ليست مجرد حوادث فردية، بل هي سياسة ممنهجة تستهدف النيل من كرامة المعتقلين وحقوقهم الأساسية.

وأكدت ضرورة تحرك المقررين الخاصين من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لتحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية تجاه هذه القضية العادلة.

وتسلط الممارسات الإسرائيلية بحق الأسرى الفلسطينيين الضوء على انتهاكات خطيرة تهدد حياتهم وكرامتهم الإنسانية، وإن هذه الشهادات المؤلمة تستدعي تحركًا دوليًا عاجلًا لوضع حد لهذه الانتهاكات ومحاسبة المسؤولين عنها، ضمانًا للعدالة وحماية للإنسانية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى