معالجات اخبارية
أخر الأخبار

الحرية تُنتزع.. الأسرى المحررون يوجهون رسائلهم لغزة والمقاومة

استقبل الفلسطينيون الدفعة السابعة من الأسرى المحررين ضمن صفقة “طوفان الأحرار”، حيث وجّه المحررون تحياتهم إلى أهالي غزة ومقاومتها، مشيدين بتضحياتهم التي كانت السبب الرئيسي في نيل حريتهم.

وعبر الأسرى عن امتنانهم للمقاومة، مؤكدين أن صمود الشعب الفلسطيني هو ما فرض هذه المعادلة على الاحتلال الإسرائيلي.

رسائل الأسرى المحررين

وأكدّ عميد أسرى حركة فتح في قطاع غزة، ضياء الأغا، أن السابع من أكتوبر يمثل مفصلًا تاريخيًا في النضال الفلسطيني، حيث حمل رسائل حاسمة للاحتلال والعالم، ورسّخ وحدة الشعب والمقاومة في مواجهة العدوان.

وأوضح أن الهجوم الإسرائيلي لم يبدأ في هذا اليوم، بل تصاعد منذ عام 2023 عندما اغتالت قوات الاحتلال 550 فلسطينيًا في الضفة، متسائلًا: “ألا يُعدّ هذا إعلان حرب على شعبنا؟”.

وأضاف أن ذلك اليوم شكّل تحولًا استراتيجيًا في الصراع، إذ تم كسر مفهوم “الجيش الذي لا يُقهر”، بعدما استُهدفت القوات الإسرائيلية داخل ثكناتها ونُقلت إلى غزة في مشهد غير مسبوق.

وقال المحرر بلال ياسين: “لا يمكن وصف شعور الحرية بعد ظلمات الأسر، وما تحقق اليوم هو ثمرة تضحيات جسيمة قدمها شعبنا ومقاومتنا الباسلة. الالتفاف حول خيار المقاومة هو السبيل الوحيد، فالحرية لا تُوهب بل تُنتزع، وطالما هناك احتلال، فإن النضال مستمر.”

وأضاف: “نوجه لغزة تحية إجلال، رحم الله شهداءها، وشفى جرحاها، ونعلم أن أهلها يواجهون ظروفًا قاسية من تشريد وبرد ومعاناة، لكننا معهم، والحرية لا تأتي إلا عبر المقاومة.”

أما المحرر فارس براهمة، فقال: “إنه لشعور لا يمكن وصفه، خرجنا بعد دفع ثمن غالٍ، وكأننا نولد من جديد. لكن فرحتنا منقوصة ونحن نعلم ما يمر به أهلنا في غزة، فثمن الحرية كان ولا يزال باهظًا.”

من جهته، قال المحرر حمزة الحج محمد: “فلسطين تزهو بشبابها، والمقاومة هي دربها. أقل ما يمكن أن نقوله لأهلنا في غزة: جزاكم الله خيرًا. رغم الدمار الذي حل بها، فإنها لم تهزم، بل هي منتصرة بإرادة أبنائها وصمودهم الأسطوري.”

فيما عبر المحرر سعيد ذياب عن مشاعره قائلًا: “كأننا ولدنا للمرة الثانية، انتُزعنا من براثن الأسر انتزاعًا وعدنا للحياة. شكرًا لشعبنا المنكوب في غزة والضفة، ورحمة لدماء الشهداء التي روت الأرض من أجل أن نكون اليوم بين أهلنا أحرارًا.”

تعطيل الاحتلال للإفراج

وحاول الاحتلال الإسرائيلي عرقلة تنفيذ الدفعة السابعة من الصفقة، إلا أن المقاومة الفلسطينية فرضت شروطها، وألزمت الاحتلال بالتزامن بين الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين وتسليم جثامين أسرى الاحتلال.

كما لعبت الوساطات المصرية والقطرية دورًا في إنهاء مماطلات الاحتلال وإجباره على الالتزام بالاتفاق.

مشاهد ملحمية ولحظات مؤثرة

ولحظة الإفراج عن الأسرى لم تكن مجرد حدث سياسي، بل مشهدًا وطنيًا جسّد روح الصمود والانتصار.

وفور وصولهم، سجد المحررون شكرًا لله، ورفعوا شارات النصر، فيما قاموا بتمزيق ودوس ملابس الأسر التي أجبرهم الاحتلال على ارتدائها، في رسالة رفض لمحاولات إذلالهم.

ورغم أن الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين يعد انتصارًا إنسانيًا، إلا أن الموقف الدولي لا يزال يرزح تحت ازدواجية المعايير.

ففي الوقت الذي تُسلط فيه الأضواء على الأسرى الإسرائيليين، يتم تجاهل معاناة آلاف الأسرى الفلسطينيين الذين يتعرضون لأسوأ أنواع القمع داخل السجون الإسرائيلية.

مستقبل المرحلة الثانية من الصفقة

رسالة هذه الصفقة واضحة: لا يمكن للحرية أن تُمنح، بل تُنتزع عبر المقاومة والصمود. نجاح هذه المرحلة من الصفقة يؤكد أن الاحتلال لم يعد قادرًا على استغلال ورقة الأسرى لتحقيق مكاسب سياسية.

ومع انتهاء المرحلة الأولى، يبرز التساؤل حول التزام الاحتلال بالمرحلة الثانية من الصفقة.

وفي ظل تهديدات الاحتلال بالمماطلة، أكدت المقاومة أنها لن تسمح بأي تجاوز للاتفاق، وأن أي تراجع قد يؤدي إلى تصعيد ميداني، مما يعرض الأسرى الإسرائيليين في غزة للخطر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى