معالجات اخبارية

حقائق عن نهج السلطة الفلسطينية القائم على الترهيب والقمع

سلط موقع Middle East Monitor الإخباري الدولي، الضوء على نهج السلطة الفلسطينية القائم على الترهيب والقمع وسعيها الدائم إلى إبقاء انتهاكاتها بعيدة عن التدقيق والإعلام.

وأشار الموقع إلى نشر وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا” مؤخرا تفاصيل تقرير يروي شهادات فلسطينيين من غزة اعتقلتهم سلطات الاحتلال الإسرائيلي وعذبتهم واستجوبتهم.

وذكر الموقع أنه في حين أن هذه الشهادات مهمة للتسجيل، فماذا تفعل السلطة الفلسطينية بالمعلومات؟ وعلاوة على ذلك، ماذا تفعل السلطة في الضفة الغربية المحتلة التي تجعلها تتميز عن الاحتلال الإسرائيلي؟ الإجابة: لا شيء.

قد تتمسك السلطة الفلسطينية بالسرد المناهض للاستعمار عندما يناسب ذلك المناسبة، لكن أفعالها في الضفة الغربية المحتلة صورت عكس ذلك لسنوات عديدة الآن.

قبل يومين فقط من تقرير وفا عن الفلسطينيين الذين تعرضوا للتعذيب من قبل “إسرائيل”، حافظ رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على دعمه لعمليات الأجهزة الأمنية في جنين خلال إحاطة إعلامية.

ووفقًا لوكالة وفا، أشاد عباس بالأجهزة الأمنية “لحفاظها على الاستقرار والنظام” وتمكن بطريقة ما من ربط تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني بتطهير المقاومة في الضفة الغربية المحتلة. بالطبع، عباس وهرمه فقط هم من يمكنهم ربط الاثنين معًا والتظاهر بأي مظهر من مظاهر التماسك.

السلطة تمثل الاحتلال

وقال الموقع إنه إذا كانت السلطة الفلسطينية ترى ضرورة لنشر تفاصيل التعذيب المروع الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في غزة، فلماذا لا تطبق نفس الإجراءات على أجهزتها الأمنية؟.

وأضاف “لقد قتل الاحتلال الناشط البارز باسل الأعرج بالتعاون مع أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، وتعرض نزار بنات للضرب حتى الموت على أيدي أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية ــ وهذان مثالان بارزان فقط”.

ونبه الموقع إلى أن الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، وخاصة في جنين، يتعرضون للإرهاب من جانب أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية لسبب بسيط وهو أن المقاومة تعترف بالنضال الأوسع ضد الاستعمار الذي تحتاج إلى خوضه.

والواقع أن السلطة الفلسطينية تمثل “إسرائيل” والمجتمع الدولي بشكل أكثر دقة، وليس الفلسطينيين. ومن دواعي القلق المشروع بالنسبة للفلسطينيين أن السلطة الفلسطينية طلبت مؤخراً على سبيل المثال 680 مليون دولار من الولايات المتحدة لتدريب أجهزتها الأمنية، فضلاً عن تزويدها بالمركبات والمعدات.

لقد ذكرت قناة الجزيرة، التي حظرتها السلطة الفلسطينية مؤخرا في الضفة الغربية المحتلة، أن العديد من الفلسطينيين الذين تم اعتقالهم وضربهم من قبل أجهزة الأمن لا يشعرون بالأمان في مشاركة تجاربهم، حتى مع منظمات حقوق الإنسان مثل مؤسسة الحق.

وهذا كله من أجل سلامة وأمن جميع الفلسطينيين. ربما يعني عباس أن الفلسطينيين سيبقون بعد عمليات التطهير؟ ومتى تتوقف عمليات التطهير؟.

ولكن ما الذي يحاول عباس إثباته ــ هل تستطيع السلطة الفلسطينية العودة إلى غزة بسبب سجلها في جنين، وبشكل عام في الضفة الغربية المحتلة؟ أم أن السلطة الفلسطينية يمكن الاعتماد عليها في تنفيذ نفس التكتيكات التي اعتمدت عليها إسرائيل لعقود من الزمان إلى حد ارتكاب الإبادة الجماعية في غزة؟.

هناك أمر واحد يبرز هنا: وهو أن أسلوب السلطة الفلسطينية في القضاء على المقاومة الفلسطينية يتلخص في استمالة الفلسطينيين واحتجازهم وتعذيبهم، بل وحتى قتلهم في بعض الأحيان.

وخلص الموقع إلى أن عملية حماية الوطن لا تهدف إلا إلى حماية السلطة الفلسطينية من تداعيات قمعها بأي ثمن، وهذا ما ينبغي لوسائل الإعلام التابعة للسلطة أن تنتبه إليه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى