
تواصل إسرائيل خرق اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة من خلال إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الوقود وغاز الطهي، إضافة إلى قطع الكهرباء والمياه عن أكثر من 2.2 مليون فلسطيني، ما ينذر بكارثة إنسانية غير مسبوقة.
1300 خرق إسرائيلي منذ بدء الهدنة
وأكد رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، سلامة معروف، أن الاحتلال لم يلتزم منذ اليوم الأول ببنود اتفاق وقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أن الانتهاكات المستمرة أدت إلى استشهاد عشرات الفلسطينيين.
وأضاف أن الأسبوع الأخير شهد تصعيدًا خطيرًا، حيث ارتقى 20 شهيدًا جراء القصف الإسرائيلي وإطلاق النار المباشر، مشيرًا إلى أن إجمالي الخروقات منذ 19 يناير وحتى 11 مارس تجاوز 1300 انتهاك وجريمة بحق الفلسطينيين.
كارثة إنسانية
وحذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة مع استمرار الاحتلال في منع دخول المساعدات ووقف إمدادات الكهرباء، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار ونقص السلع الأساسية.
وأكد مكتب اللجنة في غزة أن تعليق إدخال الدعم الإنساني، ومنع تشغيل محطة تحلية المياه الوحيدة في القطاع، قد يدفع غزة إلى حالة طوارئ إنسانية خطيرة، حيث بدأ السكان يعانون من نقص حاد في مياه الشرب والغذاء.
تدهور القطاع الصحي
وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن استمرار الحصار الإسرائيلي يزيد من معاناة القطاع الصحي، حيث تعاني المستشفيات من نقص حاد في الموارد الطبية، ما يؤدي إلى تعطيل الخدمات الصحية ويهدد حياة مئات المرضى.
وأكد مدير عام المستشفيات في وزارة الصحة أن استمرار إغلاق المعابر يمنع دخول الأجهزة الطبية وقطع الغيار، مما قد يؤدي إلى وفيات محققة للمرضى الذين يحتاجون إلى رعاية عاجلة.
المياه والغذاء كسلاح حرب
في بيان لها، أكدت حركة حماس أن إسرائيل تواصل سياسة العقاب الجماعي من خلال قطع الكهرباء عن قطاع غزة لأكثر من 16 شهرًا، إضافة إلى منع إمدادات المياه عن محطة التحلية في دير البلح، مما ينذر بكارثة تعطيش مليونية في القطاع.
وقالت الحركة إن استخدام الاحتلال للمياه والغذاء كسلاح ضد المدنيين الأبرياء يعد جريمة حرب خطيرة تهدف إلى تعميق الأزمة الإنسانية في غزة، مؤكدة أن حكومة بنيامين نتنياهو، المطلوب لمحكمة الجنايات الدولية، مستمرة في ارتكاب انتهاكات جسيمة ضد أكثر من مليوني فلسطيني.
وأكدت حماس أن استمرار صمت المجتمع الدولي وتقاعسه عن التحرك الفوري لمحاسبة إسرائيل يشجع الاحتلال على الاستمرار في سياساته الإجرامية.
وطالبت الحركة الأمم المتحدة، الدول العربية، والمنظمات الإنسانية باتخاذ إجراءات عاجلة للضغط على إسرائيل لإنهاء الحصار والسماح بإدخال المساعدات إلى غزة، مشددة على ضرورة تقديم قادة الاحتلال للمحاسبة أمام المحاكم الدولية.