القصة في ارقام

غزة تختنق تحت وطأة الحصار والمماطلة الإسرائيلية

عشرون يومًا مضت منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي حيز التنفيذ، وما زالت غزة تختنق تحت وطأة الحصار والمماطلة الإسرائيلية.

والأرقام وحدها تفضح حجم التلاعب بالالتزامات: فمن أصل 12 ألف شاحنة إغاثية يفترض دخولها، لم تصل سوى 8,500، بينها 2,916 فقط إلى شمال غزة، أي أقل من نصف المطلوب.

أما المأوى، فحدّث ولا حرج! الحاجة الفعلية 200 ألف خيمة و60 ألف بيت متنقل، لكن ما دخل لا يتجاوز 10% من الخيام، فيما لم يصل أي بيت متنقل، ليبقى مئات الآلاف تحت رحمة الشتاء القاسي بلا مأوى.

وبشأن ‏الوقود فإن الاتفاق نص على 50 شاحنة يوميًا، بينما ما يصل فعليًا لا يتعدى 15 شاحنة، ما أدى إلى شلل المستشفيات وانقطاع الكهرباء عن القطاعات الأساسية.

الأسوأ، أن الاحتلال يمنع تمامًا دخول المولدات الكهربائية، وألواح الطاقة الشمسية، وقطع الغيار، وحتى مستلزمات الترميم الجزئي للبنية التحتية شمال القطاع.

أما في القطاع الصحي، فالتلكؤ الإسرائيلي حصد أرواح 100 طفل مريض، فيما فارق 40% من مرضى الكلى الحياة بسبب عدم توفر جلسات الغسيل اللازمة.

خروقات البروتوكول الإنساني

قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن الأوضاع الإنسانية الكارثية في قطاع غزة لا تزال تتدهور بشكل خطير، في ظل استمرار الاحتلال في بالمماطلة والتلكؤ في تنفيذ البروتوكول الإنساني من الاتفاق، رغم وضوح بنوده وتحديد الاحتياجات والأولويات المطلوبة والنص بشكل واضح على مواقيت محددة.

وبحسب المكتب الإعلامي فإنه من خلال رصد وتوثيق سلوك الاحتلال فإن التعهدات التي نص عليها الاتفاق لم تُنفذ بالشكل المحدد، ما يفاقم معاناة أكثر من ٢،٤ مليون إنسان في قطاع غزة.

فالاتفاق في شقه الإنساني ورغم أنه يمثل الحد الأدنى من مقومات الاغاثة والإيواء المطلوبة بشكل عاجل، لتخفيف معاناة شعبنا بعد حرب الإبادة والتطهير العرقي التي عاشوها خلال ١٥ شهرا، عبر إدخال 600 شاحنة مساعدات يوميًا، بينها 50 شاحنة وقود.

إلى جانب البدء في ادخال مستلزمات الايواء من خلال توفير 60 ألف وحدة متنقلة وإدخال 200 ألف خيمة لإيواء النازحين، والمولدات الكهربائية وقطع غيارها وألواح الطاقة الشمسية والبطاريات وبدء إدخال مواد إعادة إعمار القطاع، وإدخال معدات إزالة الأنقاض وإعادة تأهيل المرافق الصحية والمخابز والبنية التحتية، بالإضافة إلى تسهيل حركة المرضى والجرحى والحالات الإنسانية عبر معبر رفح الحدودي.

لكن الواقع يثبت أن الاحتلال لا يترك فرصة للتنصل من التزاماته بتنفيذ الاتفاق بشكل عام والشق الإنساني منه بشكل خاص، ويمكن توثيق ذلك في النقاط التالية:

١. من حيث العدد فإن حجم المساعدات التي دخلت إلى قطاع غزة لا يزال بعيدًا عن الحد الأدنى المطلوب، حيث لم يتجاوز عدد الشاحنات 8,500 شاحنة دخلت القطاع منذ بدء تنفيذ الاتفاق، من اصل ١٢ الف شاحنة يفترض دخولها.شمال غزة ٢٩١٦ شاحنة بدلا من ٦٠٠٠.

٢. ⁠من حيث طبيعة ونوعية هذه المساعدات فان غالبيتها يحمل طرود غذائية وخضار وفواكه وسلع ثانوية كالاندومي والشيكولاتة والشيبس، على حساب الاحتياجات الأخرى، ما يعني تلاعب واضح بالاحتياجات وأولويات الاغاثة والإيواء .

٣. ⁠على صعيد المأوى، فالحاجة الفعلية تصل إلى ٢٠٠ ألف خيمة و٦٠ الف بيت متنقل، إلا أن ما تم إدخاله لم يتجاوز ١٠٪؜، من الخيام ولم يدخل اي بيت متنقل، ما يعني أن مئات الآلاف من المواطنين يواجهون فصل الشتاء القاسي دون مأوى مناسب.

٤. ⁠فيما يتعلق بالوقود، رغم النص بشكل واضح على ادخال ٥٠ شاحنة وقود يوميًا لتشغيل المستشفيات والمرافق الأساسية، لكن ما وصل فعليًا لم يتجاوز ١٥ شاحنة يوميًا، مما تسبب في تفاقم أزمة الكهرباء وشلّ عمل المستشفيات والقطاعات الخدماتية المختلفة.

٥.يمنع الاحتلال بشكل تام ادخال بقية مستلزمات الايواء مالمولدات الكهربائية وقطع غيارها وألواح الطاقة الشمسية والبطاريات والأسلاك وخزانات المياه ويمنع التنسيق لادخال مستلزمات الترميم الجزئي لشبكات المياه والصرف الصحي في شمال القطاع كما أخبرتنا مؤسسات وجهات دولية.

٦. على الصعيد الصحي يتلكأ الاحتلال في ادخال المعدات والأجهزة الطبية والوقود الطبية والمستشفيات الميدانية ولم يلتزم بإخراج الجرحى والمرضى وقد مات ١٠٠ طفل مريض جراء المماطلة في اخراجهم كما توفي ٤٠٪؜ من مرضى الكلى بسبب عدم قدرة المستشفيات على غسيل الكلى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى