تصاعدت حملة أجهزة السلطة الفلسطينية الأمنية ضد المقاومة في مدينة ومخيم جنين، مما أثار حالة من الغضب والاستياء بين مختلف فصائل المقاومة وأبناء الشعب الفلسطيني.
وفي الوقت الذي تدعي فيه السلطة أن الحملة موجهة لضبط الأمن والخارجين عن القانون، يصفها منتقدون بأنها تستهدف المقاومة وتخدم الاحتلال الإسرائيلي، وهذا التوتر يفتح الباب أمام تداعيات خطيرة على السلم المجتمعي والوحدة الوطنية.
تشكيل لجنة وطنية
وأكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن الحملة الأمنية التي تشنها السلطة ضد المقاومة تُعد تجاوزًا خطيرًا للخطوط الحمراء، معتبرةً أن سلاح المقاومة هو سلاح شرعي يدافع عن الشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال.
وحذرت الجبهة من أن هذه الحملة تقود الوضع الفلسطيني إلى منحدر خطير يهدد السلم الأهلي.
وطالبت بتشكيل لجنة وطنية لمحاصرة الفتنة وإعادة الأمور إلى نصابها بما يحفظ السلم المجتمعي.
وفي السياق، استنكر المنتدى الفلسطيني في بريطانيا الحملة الأمنية ضد المقاومة، واعتبرها تناقضًا صارخًا مع الأولويات الوطنية التي يفترض أن تركز على مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
وأكد المنتدى أن هذه الحملة تمزق النسيج الوطني الفلسطيني وتخدم أجندة الاحتلال، داعيًا إلى الوقف الفوري لهذه العمليات وتحقيق الوحدة الوطنية.
دعم السلطة
وتناولت وسائل الإعلام الإسرائيلية حملة جنين بإشادة واضحة، حيث كشفت تقارير عبرية عن طلب أمريكي عاجل لتزويد أجهزة السلطة بمعدات عسكرية تشمل ذخيرة وخوذ وبدلات واقية، ما يعكس الدعم الدولي لهذه العمليات.
وذكرت تقارير أن دولًا عربية مثل مصر والأردن تدعم الحملة باعتبارها خطوة لضبط الأمن الداخلي ومنع سيطرة فصائل المقاومة المسلحة على السلطة.
انتقادات وطنية
وانتقدت فصائل فلسطينية ونشطاء الحملة الأمنية، مؤكدين أنها تجاوزت الخطوط الحمراء بقتل المقاومين والمواطنين.
واعتبر الناشط عبد الرحيم اشتية أن “شلال الدم النازف سيدفع الجميع ثمنه”، داعيًا إلى تغليب المصلحة الوطنية ووقف النزيف قبل فوات الأوان.
وأشارت التطورات إلى مخاوف متزايدة من انتقال الأحداث إلى مناطق أخرى، مع استمرار حصار مخيم جنين وانتشار قوات أمنية مكثفة في محيطه.
وفي الوقت نفسه، تواصل المقاومة الدفاع عن نفسها أمام العدوان المزدوج من الاحتلال والسلطة، ما ينذر بتفاقم الأوضاع وحدوث انقسامات داخلية.
السلطة وتحدي الاحتلال
وانتقدت مؤسسات مجتمع مدني في نابلس غياب السلطة عن مواجهة المستوطنين وجرائم الاحتلال، مشيرة إلى أن الحملة ضد جنين لا تخدم إلا مصالح الاحتلال.
ووصفت هذه المؤسسات الحملة بأنها انعطاف خطير في العلاقة بين الشعب الفلسطيني وأجهزته الأمنية، مطالبة بإعادة تصويب الدور الوطني للسلطة.
وفي خضم هذه التطورات، دعا مراقبون ومحللون إلى الوقف الفوري لهذه الحملة الأمنية وتوحيد الجهود لمواجهة الاحتلال.
وأكدوا أن الشعب الفلسطيني بحاجة إلى رؤية وطنية موحدة بعيدًا عن الحسابات السياسية التي تخدم الاحتلال.
ويبقى الوضع في جنين مرشحًا للتصعيد في ظل استمرار الحملة الأمنية وتداعياتها، وسط دعوات لتوحيد الصف الفلسطيني وحماية المقاومة باعتبارها خط الدفاع الأول في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.