معالجات اخبارية
أخر الأخبار

الشيخ مرشح نائبًا لعباس.. تعيين يفضح تآكل الشرعية الفلسطينية

وسط تطورات متلاحقة، أفادت القناة 12 العبرية أنه سيتم تعيين حسين الشيخ نائبًا لرئيس السلطة محمود عباس مساء اليوم السبت، في وقت يواصل فيه النظام الفلسطيني مواجهة تحديات داخلية وخارجية متزايدة.

ويأتي هذا التعيين في إطار التغييرات التي تشهدها السلطة الفلسطينية، والتي تتسم بتزايد الضغوط الإسرائيلية والدولية لدفع القيادة الفلسطينية نحو اتخاذ خطوات حاسمة في ظل استمرار الضغوط الداخلية والتراجع في شرعية النظام.

مرشح مدعوم من تل أبيب وواشنطن

حسين الشيخ، الذي بدأ مسيرته موظفًا في التنسيق الأمني، لم يكن اسمه يومًا مرتبطًا بنضال وطني حقيقي.

بل صعد عبر شبكة معقدة من العلاقات الأمنية والعائلية، مستفيدًا من دعم والده الروحي جميل الطريفي، المعروف بعلاقاته التجارية مع الاحتلال.

هذا الصعود لم يُبنَ على إنجازات وطنية أو التفاف شعبي، بل جاء مدفوعًا بصلات مريبة مع الأجهزة الإسرائيلية، ليصبح الشيخ مع مرور السنوات “رجل إسرائيل في رام الله”، كما وصفته مجلة “فورين بوليسي”، ناقلة عن مسؤول استخباري إسرائيلي قوله صراحة: “إنه رجلنا”.

وثائق مظلمة وأدوار مشبوهة

ليس الدعم الإسرائيلي وحده ما يلاحق الشيخ، بل أيضًا ملفات خطيرة ظلت طي الكتمان.

ففي عام 2014، كشفت وثيقة مسرّبة من لجنة التحقيق في وفاة الطبيب سعيد درّس، الطبيب الخاص بالرئيس الراحل ياسر عرفات، أن حسين الشيخ كان من بين المطلوبين للتحقيق بتهم محتملة تتعلق بوفاة درّس، في قضية ترتبط مباشرة بشبهات اغتيال عرفات نفسه.

الوثيقة تضمنت توصيات صريحة باعتقال الشيخ والتحقيق معه، بعد إثبات مقتل درّس وعدم وفاته الطبيعية، وتساؤلات حادة حول دوره وعلاقته بالملف الطبي المفقود من المستشفى الفرنسي.

دعم خارجي.. وغضب داخلي

ورغم الدعم الواسع الذي يحظى به الشيخ من الولايات المتحدة، إسرائيل، مصر، السعودية، والأردن، إلا أن الداخل الفلسطيني يقابل صعوده بسخط واضح.

ويواجه داخل حركة فتح، معارضة قوية من قيادات بارزة مثل محمود العالول، جبريل الرجوب، عباس زكي، وتوفيق الطيراوي، الذين يرفضون فرضه على رأس الهرم التنظيمي خارج إطار النظام الداخلي للحركة والمنظمة.

أما الشارع الفلسطيني، فلا يرى في حسين الشيخ سوى رمزًا للفساد والانفصال عن قضايا الناس، ورجل التنسيق الأمني الذي تفاقمت معاناتهم تحت سلطته.

ونسبت تسريبات صوتية للشيخ وهو يهاجم محمود عباس بألفاظ نابية، زادت من قناعة كثيرين أن ولاءه للسلطة مرهون بمصالحه، وأنه ليس سوى انعكاس للأزمة العميقة التي تعصف بالنظام السياسي الفلسطيني.

تكرار رهان خاسر

وفي تحذير لافت، شبّهت مجلة “فورين بوليسي” صعود حسين الشيخ بتجربة حامد كرزاي في أفغانستان، حيث فرضت واشنطن زعيمًا بلا قاعدة شعبية، فكانت النتيجة مزيدًا من الانهيار.

وبينما يتباهى الشيخ بعلاقاته الدولية ويجلس إلى جانب عباس في جولاته الخارجية، يعرف الفلسطينيون أن قضيته لا تُختزل في المؤتمرات، بل في استمرار التنسيق الأمني، وقمع الحريات، وإدامة واقع الاحتلال بأدوات محلية.

ومع تعيينه نائبًا لعباس، تتعمق الهوة بين السلطة وشعبها، ويفتح المشهد الفلسطيني على مزيد من الانفجار القادم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى