تحليلات واراء

نيويورك تايمز: السلطة الفلسطينية تغرق وسط صراع المناصب

أبرزت صحيفة نيويورك تايمز أن السلطة الفلسطينية تغرق وسط صراع المناصب بين كبار المسئولين في حركة “فتح” والفصائل الصغيرة المتحالفة معها في إطار منظمة التحرير.

وقالت الصحيفة إنه بالنسبة لكثير من الفلسطينيين العاديين، كان تعيين القيادي في حركة فتح حسين الشيخ نائبا لرئيس منظمة التحرير، بمثابة رمزًا لانفصال قيادة السلطة الفلسطينية المدعومة من “إسرائيل” والغرب عن الواقع.

وأشارت إلى انعقاد اجتماعات المجلس المركزي لمنظمة التحرير في الضفة الغربية المحتلة هذا الأسبوع لأول مرة منذ سنوات، حيث كانت مهمتهم المصادقة على قرار لمحمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية المسن، بتعيين حليف قديم في منصب رفيع جديد.

وفي مساء السبت، أعلن عباس رسميًا تعيين حسين الشيخ، المقرب منه، نائبًا له.

وبحسب الصحيفة رأى الكثير من المحللين أن ترقية الشيخ تشير إلى أن عباس (89 عامًا) يُلمح إلى أن الشيخ هو خليفته المفضل، بينما اعتبر آخرون أن الخطوة مجرد تعديل شكلي لتهدئة المسؤولين العرب الذين يشعرون بالإحباط من القيادة الفلسطينية.

وبالنسبة للعديد من الفلسطينيين، فإن تركيز قيادتهم على الصراعات السياسية الداخلية بينما تستعر حرب الإبادة الجماعية في غزة، وتشن دولة الاحتلال عملية عسكرية واسعة في شمال الضفة الغربية أدت إلى نزوح عشرات الآلاف، أكد لهم مرة أخرى مدى تخلي السلطة الفلسطينية عن مسؤولياتها.

قال غيث العمري، المستشار السابق لعباس وزميل بارز في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى عن وضع السلطة الفلسطينية: “السفينة تغرق، والجميع يتصارع على مكان جلوسه حول الطاولة.”

وقد ألقت حرب الإبادة في غزة الضوء على القضية الفلسطينية وأثارت احتجاجات واسعة حول العالم، لكن السلطة الفلسطينية، الممثل المعترف به دوليًا للفلسطينيين، والمقسمة داخليًا، كافحت للحفاظ على أهميتها.

في خطاب استمر ساعة أمام المجلس المركزي يوم الأربعاء، كرر عباس بمعظمه نقاط حديث مألوفة في إدانة العدوان الإسرائيلي في غزة. كما هاجم خصومه في حماس واصفًا إياهم بـ”أبناء الكلاب”، وطالبهم بالإفراج عن الأسرى الإسرائيليين المتبقين.

وتظهر استطلاعات الرأي أن الغالبية الساحقة من الفلسطينيين يريدون تنحي عباس، ويؤكدون أن النهج الدبلوماسي للسلطة الفلسطينية قد فشل. ورداً على ذلك، عزز عباس قبضته على السلطة وقمع منتقديه.

وسط الحرب في غزة، حثت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها العرب عباس على إصلاح السلطة الفلسطينية. وينظر العديد من المسؤولين الغربيين إلى السلطة كبديل في إدارة غزة بعد الحرب.

ومع ذلك، طلب المسؤولون الأميركيون والعرب من عباس التخلي عن بعض سلطاته، وهو ما قاومه بشدة. ولم تجرِ الانتخابات الوطنية الفلسطينية منذ عام 2006، عندما خسر فصيل عباس (فتح) أمام حركة حماس.

وكان أحد المطالب تعيين رئيس وزراء قوي لإصلاح الحكم ومحاربة الفساد. وبدلاً من ذلك، عيّن عباس أحد مساعديه المقربين، محمد مصطفى، مما اعتبره الكثيرون استمرارًا لنفس النهج.

كما ضغط القادة العرب على عباس لمعالجة مسألة من سيخلفه بجدية أكبر، بما في ذلك تعيين نائب يضمن استمرارية القيادة في حال وفاته، حسبما قال مسؤولان فلسطينيان ودبلوماسي غربي تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم بسبب حساسية الموضوع.

وخلال اجتماع في صيف 2024، ضغط ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على عباس لتعيين نائب للرئيس، بحسب المسؤولين الفلسطينيين.

وفي مساء السبت، وافقت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير على طلب عباس تعيين حسين الشيخ نائبًا لرئيس اللجنة التنفيذية للمنظمة. كما أعلن الشيخ عبر وسائل التواصل الاجتماعي أنه أصبح يحمل لقب “نائب رئيس دولة فلسطين”.

وعلق المحلل السياسي من رام الله، جهاد حرب بأن “الهدف الرئيسي لعباس هو تخفيف الضغط العربي عنهن، لكن لا يزال من غير الواضح ما إذا كان يتخلى فعليًا عن السلطة”.

وأبرزت نيويورك تايمز أنه لطالما عمل الشيخ بشكل وثيق مع نظرائه الإسرائيليين والأميركيين، الذين يصفونه عادةً بأنه براغماتي معتدل. ومع ذلك، يعتبره كثير من الفلسطينيين تجسيدًا لفشل السلطة الفلسطينية ورمزًا للجمود السياسي القائم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى