الأردن يتآمر لتنفيذ المخطط الإسرائيلي بتوسيع المنطقة العازلة داخل غزة
يجع مراقبون على أن خطوة الأردن في تسيير سرباً من الطائرات العسكرية المحملة بالإمدادات الإنسانية إلى غزة تمثل انخراطا في تنفيذ المخطط الإسرائيلي بفرض الفقاعات الإنسانية وتوسيع المنطقة العازلة داخل القطاع.
وأعلنت وسائل إعلام أردنية رسمية أن القوات المسلحة الأردنية سيرت سرباً من الطائرات العسكرية المحملة بالمواد الإغاثية والطبية والدوائية الضرورية إلى قطاع غزة بعد أكثر من 13 شهرا من تعرضه لحرب إبادة جماعية مروعة.
وتعد هذه العملية الأولى من نوعها والتي تُسير ضمن رحلات “الجسر الإنساني” إلى قطاع غزة الذي أعلن عنه الملك عبد الله الثاني، في خطابه بالأمم المتحدة وفي كلمته بالقمة العربية الإسلامية بالرياض ودعا الجميع إلى الانضمام لهذه المبادرة.
وأقلعت من الأردن 8 طائرات عسكرية باتجاه القطاع تحمل أكثر من 7 أطنان من المساعدات الإنسانية، وتضمنت أغذية وأدوية ومواد صحية وأغذية ومواد خاصة بالأطفال.
وتم نقل هذه المواد من منطقة القرارة وتسليمها إلى برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة WFP بغزة، ليصار إلى توزيعها إلى المواطنين داخل القطاع.
وبلغ إجمالي ما جرى إرساله من المساعدات إلى القطاع نحو 56,573 طناً، من المواد الغذائية والإغاثية والأدوية والمواد والمستلزمات الصحية والطبية.
وجاءت الخطوة الأردنية في وقت تتواتر فيه التقارير عن دور أردني قادم في إقامة وإدارة منطقة عازلة يستهدف جيش الاحتلال إنشائها داخل قطاع غزة.
وقبل أشهر كشفت تحليلات صور الأقمار الصناعية أن الجيش الإسرائيلي هَدَمَ نطاقًا واسعًا من الأراضي الزراعية، منازل ومباني عامة على عمق يصل إلى كيلومتر على الأقل على طول حدود قطاع غزة، بهدف توسيع المنطقة العازلة.
وأفادت وكالة “رويترز” في 30 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، أن “إسرائيل” أبلغت عدة دول، منها الأردن ومصر، أنها تعتزم إنشاء منطقة عازلة على الجانب الفلسطيني من السياج الحدودي بزعم منع وقوع هجمات في المستقبل.
ومنع دخول هذه المنطقة وتدميرها لفرض منطقة عازلة جديدة هي خطوات غير قانونية، تمس بحقوق الفلسطينيين وستمس أيضًا بشكل كبير بجهود النهوض وإعادة الإعمار في غزة بعد انتهاء الحرب.
توفير ملاذات وبدائل آمنة لإسرائيل
على مدار نحو عام من حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على قطاع غزة وقتل أكثر من 41 ألف فلسطيني وفقدان 10 آلاف آخرين، كان الأردن يتابع السقوط في وحل العار.
إذ فضلا عن الامتناع عن اتخاذ إجراءات قوية وفاعلة للضغط على دولة الاحتلال دبلوماسيا أو سياسيا، ظهرت عمان تتطوع بشكل مفضوح في التوفير لإسرائيل ملاذات وبدائل آمنة.
ويكفي 30 دقيقة من متابعة تطبيق FLIGHTRADAR24 لتصاب بالذهول من حجم طائرات شركة العال الإسرائيلية التي تهبط في مطار الملكة علياء في عمان بعد توقف المطارات الإسرائيلية نتيجة ضربات المقاومة الفلسطينية واللبنانية.
قبل ذلك تطوع الأردن إلى توفير جسرا بريا للشاحنات المحملة بالبضائع، يمر بالأراضي الأردنية باتجاه دولة الاحتلال قادماً من الإمارات ودول أخرى، كبديل عن السفن الإسرائيلية والأجنبية التي فرضت جماعة أنصار الله الحوثيين في اليمن حظرا على مرورها عبر طريق مضيق باب المندب.
فضلا عن ذلك فإن الجيش الأردني شارك بفاعلية كبيرة في التصدي لأي صواريخ أو طائرات مسيرة تم إطلاقها باتجاه دولة الاحتلال سواء من إيران أو فصائل عراقية.
وهذا التواطؤ الأردني الرسمي في دعم “إسرائيل” يأتي في وقت نظم الأردنيون مئات الفعاليات المناهضة لمواقف حكومتهم، وتكرر خروج الأردنيين بشكل أسبوعي تقريبا في سلاسل بشرية عند الطريق الذي اعتبروا أنه “يمدّ الاحتلال بالبضائع”.
وقال أعضاء في “التجمع الشبابي الأردني لدعم المقاومة” إنه جرى استدعاء عدد من نشطائهم للجهات الأمنية، بغرض تحذيرهم من التركيز على موضوع “الجسر البري” فضلا عن اعتقال الكثير منهم حتى اليوم.