رصد أممي لخروقات إسرائيلية فاضحة لتفاهمات وقف إطلاق النار في غزة
![](https://i0.wp.com/palps.net/wp-content/uploads/2025/02/1-1.jpeg?resize=780%2C470&ssl=1)
رصدت الأمم المتحدة خروقات إسرائيلية فاضحة لتفاهمات اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي جرى إعلانه بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة بما يشمل تقييد الإجلاء الطبي ودخول الاحتياجات الإنسانية للإغاثة.
وذكر مكتب الشئون الإنسانية التابع للأمم المتحدة “أوتشا” أنه في الفترة ما بين 5 و10 فبراير/شباط، تم إجلاء 256 مريضاً ومصاباً، من بينهم 56 طفلاً، و327 مرافقاً إلى مصر عبر معبر رفح لتلقي الرعاية المتخصصة في مصر.
وفي المجمل، منذ بدء عمليات الإجلاء الطبي عبر معبر رفح في الأول من فبراير/شباط، دعمت منظمة الصحة العالمية الإجلاء الطبي لـ 360 مريضاً، من بينهم 156 طفلاً.
في المقابل لا يزال ما بين 12 ألفاً و14 ألف شخص، من بينهم نحو 5 آلاف طفل، في حاجة ماسة إلى الإجلاء الطبي.
وقد حث ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة على زيادة الموافقات على عمليات الإجلاء الطبي، وأكد أن هذا يشمل استعادة الإحالات الطبية إلى الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية المحتلة.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، يتوفر الآن نحو 1900 سرير في المستشفيات العاملة جزئياً والمستشفيات الميدانية في مختلف أنحاء قطاع غزة لتغطية احتياجات أكثر من مليوني شخص، مقارنة بـ 3500 سرير كانت متاحة قبل حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية.
ويعاني نحو 30 ألف شخص من إصابات خطيرة تغير حياتهم وتتطلب إعادة تأهيل مستمرة غير متوفرة في القطاع.
ظروف مأوى غير إنسانية
مع تضرر أو تدمير 92% من المنازل في قطاع غزة، يتعرض السكان في جميع أنحاء غزة لمخاطر متزايدة، وفقًا لمجموعات المأوى والحماية التابعة للأمم المتحدة.
ومن بين أمور أخرى، أجبر النقص الحاد في المأوى المناسب ومواد المأوى العديد من الأسر على العيش معًا في خيام واحدة، مما أدى إلى خلق ظروف معيشية غير آمنة وغير كريمة، وخاصة للنساء والفتيات.
بالإضافة إلى ذلك، أجبر بعض الأطفال على العيش بمفردهم، حتى عندما يكون الأقارب على استعداد لتقديم الرعاية لهم. وبدون مساحات منفصلة وآمنة، يواجهون مخاطر تدهور مستويات النظافة الشخصية، والتعرض المتزايد لمخاطر الصحة العقلية والجسدية.
وعلاوة على ذلك، يؤدي ندرة مواد المأوى إلى تفاقم اختلال التوازن في القوة القائم، مما يترك الفئات الأكثر ضعفًا، مثل الأسر التي تعولها النساء، والقاصرين غير المصحوبين، والأشخاص ذوي الإعاقة، معرضين لخطر أكبر من الاستغلال وهم يكافحون من أجل الوصول إلى المأوى الذي يحتاجون إليه.
كما يضطر العديد من الفلسطينيين إلى البحث عن ملجأ في المباني المتضررة وبالتالي يتعرضون لمخاطر مخلفات الحرب المتفجرة.
ظروف جوية قاسية
مع اقتراب فصل الشتاء، لا يزال ما يقرب من مليون نازح فلسطيني في حاجة ماسة إلى المساعدة لحماية أنفسهم من الظروف الجوية القاسية، حيث تلجأ الأسر إلى خياطة أكياس الأرز القديمة لتوفير غطاء أساسي.
وفي الوقت نفسه، وفي غياب المواد المناسبة للمأوى لإنشاء مساحات آمنة، تظل جهود حماية الطفل مقيدة بشدة.
في السادس من فبراير، شهدت غزة هطول أمطار غزيرة ورياح قوية، مما ترك الآلاف من الناس معرضين لظروف البرد والرطوبة.
وذكرت الأونروا أن “الناس الذين يعيشون في خيام مؤقتة في غزة هم تحت رحمة العواصف الشتوية الشديدة”، مضيفة أن “مئات الأسر في دير البلح وشمال غزة تأثرت، حيث دمرت مئات الخيام وتشرد العديد من الأسر”.
ولقياس تأثير العاصفة، أجرى شركاء مجموعة إدارة المواقع بين 6 و9 فبراير تقييمات في 23 من أصل 1328 موقع نزوح في جميع أنحاء القطاع ووجدوا أن ما لا يقل عن 800 أسرة في هذه المواقع أبلغت عن أضرار لحقت بملاجئها المؤقتة وخيامها وخزانات المياه والمراحيض، وتحتاج إلى دعم فوري.
بالإضافة إلى ذلك، أفاد شركاء حماية الطفل أن خمسة أماكن آمنة صديقة للأطفال قد دمرت بسبب الظروف الجوية السيئة، مما أثر على أنشطة الصحة العقلية والدعم النفسي الاجتماعي المجتمعية.
وفي جباليا، تم تدمير أكبر مساحة آمنة للنساء والفتيات، والتي تخدم ما يقرب من 500 امرأة وفتاة شهريًا، حيث تلقت 100 امرأة وفتاة الدعم الإداري للحالات.
سوء التغذية
في حين كان سوء التغذية الحاد شبه معدوم في غزة قبل تصعيد الأعمال العدائية، فإن الافتقار إلى الوصول إلى الطعام المغذي والخدمات الأساسية على مدى 15 شهرًا، بما في ذلك الرعاية الصحية والمياه والصرف الصحي والنظافة، أدى إلى انتشار سوء التغذية الحاد، وخاصة بين الأطفال دون سن الثانية والأشخاص الذين يعانون من فقر الدم.
وتشير التقديرات إلى أن 90 في المائة منهم عانوا من فقر غذائي شديد، حيث يستهلكون مجموعتين أو أقل من الأطعمة يوميًا، وخاصة الأطعمة ذات القيمة الغذائية المنخفضة مثل الخبز والبقول.
وبشكل عام، تقدر مجموعة التغذية أن جميع الأطفال دون سن الخامسة والبالغ عددهم 290 ألف طفل و150 ألف طفل يعانون من فقر الدم يحتاجون إلى التغذية ومكملات المغذيات الدقيقة، حيث أن كل نوبة من سوء التغذية الحاد لها آثار طويلة الأجل، بما في ذلك على نمو الطفل، ويمكن أن يؤدي سوء التغذية إلى سوء التغذية المزمن (التقزم)، مما يجعل الوقاية ضرورية.