استقبل عشرات الطلاب وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير بهتافات غاضبة عند وصوله إلى حرم جامعة ييل، ضمن زيارة أثارت جدلاً واسعاً داخل الأوساط الأكاديمية.
احتجاجات طلابية غاضبة
ومع اقتراب موعد محاضرة بن غفير، نصب نحو 200 طالب خياماً في ساحة بينيكي بجامعة ييل في مدينة نيو هافن بولاية كونيتيكت.
وبحلول الساعة التاسعة والنصف مساءً، الأربعاء، ارتفع عدد المشاركين إلى نحو 200، غير أن الطلاب اضطروا لاحقاً لتفكيك المخيم استجابة لتحذيرات الجامعة التي هددت بـ”إجراءات انتقامية” وفق قول المنظمين.
شعارات مؤيدة لفلسطين وهتافات ضد بن غفير
وأظهرت مقاطع الفيديو المتداولة هتافات طلابية رافضة لزيارة بن غفير، من بينها “عار عليك” و”أخرج من هنا”، فيما رفع بعض الطلاب العلم الفلسطيني وتوشحوا بالكوفية الفلسطينية.
وقد اضطر موكب بن غفير للتراجع مؤقتاً نتيجة الحشد، قبل أن يتم إدخاله عبر طريق بديل بمرافقة أمنية مشددة.
جامعة ييل تتخذ إجراءات صارمة ضد المحتجين
وفي المقابل، رد بن غفير على الاحتجاجات بإشارة النصر، وكتب على منصة “إكس”: “في مواجهة المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين الذين يدعمون ‘النازيين’ في غزة – سوف ننتصر. شعب إسرائيل حي”.
وأعلنت إدارة جامعة ييل سحب الاعتراف الرسمي من مجموعة “Yalies4Palestine”، بدعوى انتهاكها قواعد الجامعة المتعلقة بالتجمعات.
وعلى الرغم من نفي المجموعة تنظيمها المباشر للاحتجاج، إلا أن إدارة الجامعة اتهمتها بالدعوة إلى الفعالية عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وأكد متحدث باسم الجامعة أن “الاحتجاجات خالفت سياسات المكان والزمان والسلوك”، وأشار إلى أن التجمع لم يحصل على إذن كتابي كما تفرض لوائح الجامعة.
زيارة بن غفير لأمريكا
وفي بيان رسمي، أعلنت جامعة ييل فتح تحقيق في “تصرفات معادية للسامية” مزعومة خلال الاحتجاج، ما أثار مخاوف من تضييق الخناق على حرية التعبير داخل الحرم الجامعي.
وتأتي زيارة بن غفير إلى الولايات المتحدة، والتي بدأت الإثنين، كأول زيارة رسمية له بصفته وزيرًا منذ توليه المنصب في أواخر عام 2022.
إلا أن الزيارة لم تشهد أي لقاءات مع مسؤولين أمريكيين حتى يوم الخميس، في ظل مقاطعة إدارة بايدن له بسبب مواقفه المتطرفة.
انتقادات إسرائيلية داخلية لزيارة بن غفير
وواجه بن غفير انتقادات من شخصيات إسرائيلية لدى وصوله إلى أمريكا، خاصة بسبب معارضته اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، وهي مواقف وصفها كثيرون بأنها تزيد من عزلة إسرائيل الدولية.
وتستمر المظاهرات الطلابية المؤيدة لفلسطين في الجامعات الأمريكية منذ أبريل من العام الماضي، احتجاجًا على حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة، والتي تسببت منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 في استشهاد وإصابة أكثر من 168 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود.
وتعرضت هذه الاحتجاجات لهجوم سياسي من كل من إسرائيل والإدارة الأمريكية السابقة، بينما أعلن الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب فرض عقوبات على الطلاب المشاركين في الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين.
