تحليلات واراء
أخر الأخبار

هل تسعى السلطة لترحيل سكان غزة إلى الضفة؟

أكد الأمين العام لحزب الشعب، بسام الصالحي، أن حزبه، إلى جانب الجبهة الديمقراطية وحزب فدا، وجهوا دعوة إلى رئيس السلطة محمود عباس من أجل التحرك العاجل لعقد اجتماع للأطر القيادية الفلسطينية لمناقشة السبل الكفيلة بالتصدي لمخططات الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب.

وأوضح الصالحي أن التنسيق مع الأردن، مصر، والسعودية والدول العربية ضروري لمساندة الفلسطينيين في مواجهة تلك المخططات.

وأضاف:”كلما كان هناك موقف فلسطيني موحد وصيغة سياسية جامعة، كلما تعززت قدرة الفلسطينيين على مواجهة هذه التحديات.”

وحذر من أن استمرار الانقسام الفلسطيني يمثل نقطة ضعف في أي تحرك سياسي، مؤكداً أن تحقيق أي مكاسب سياسية دون إنهاء الانقسام هو مجرد وهم.

 تهجير سكان غزة

من جانبه، دعا أستاذ السياسة الدولية في جامعة النجاح، حسن أيوب، السلطة الفلسطينية إلى اتخاذ خطوات فعلية لتوحيد الموقف الفلسطيني، عبر إصلاح منظمة التحرير والالتزام بمخرجات اتفاق بكين الذي وقعته الفصائل الفلسطينية في 23 يوليو/تموز الماضي.

وأشار إلى أن السلطة تتحمل مسؤولية كبيرة في مواجهة مخططات الإدارة الأمريكية، مشدداً على أن الخيارات السياسية التي اعتمدتها السلطة مؤخراً، خاصة تحالفاتها الإقليمية، قد تحد من قدرتها على مواجهة تلك التهديدات.

وقال أيوب: “إما أن تكون القيادة الفلسطينية بمستوى المخاطر التي تواجه حقوق الشعب، أو أن تعترف بعجزها وتعيد الأمور إلى المربع الأول في صراع شعب مستعمر مع قوة استعمارية.”

وأكد أن استمرار التذاكي السياسي ومحاولة البحث عن تفاهمات مع إدارة ترامب قد يكون له تأثير مدمر على القضية الفلسطينية.

ترحيل سكان غزة إلى الضفة

في سياق متصل، أثارت تقارير إعلامية عبرية جدلاً واسعاً، حيث زعمت أن مسؤولين في السلطة الفلسطينية يعملون على مقترح لترحيل سكان غزة إلى الضفة الغربية لحين إعادة إعمار القطاع.

ونقلت قناة “كان” العبرية عن الصحفي إليؤر هليفي أن المخطط تم بلورته بعيداً عن الرئيس محمود عباس، وكان جاهزاً قبل إعلان ترامب عن خطته، مشيرةً إلى أن بعض القيادات الفلسطينية تدعم فكرة بناء مدينة خاصة لاستيعاب سكان غزة في الضفة.

ووصف الكاتب السياسي الفلسطيني عامر حمدان هذه الأنباء بأنها “مصيبة وطنية”، مشيراً إلى أن مجرد التلميح إلى مثل هذا المخطط يمثل تماهياً مع الاحتلال.

وقال حمدان:”لم يحدث في التاريخ أن يتماهى شعب واقع تحت الاحتلال مع المحتل نفسه، وإذا صحّت هذه الأنباء فستكون فضيحة وطنية تتطلب تحركاً شعبياً لرفضها.”

وأضاف أن إفراغ غزة من سكانها يخدم المخططات الإسرائيلية والأمريكية، ويجب التصدي له على المستويين الوطني والديني.

 السلطة ومواجهة المخططات

وأكد الخبير في الشأن الفلسطيني محمد هواش أن خيارات السلطة الفلسطينية لمواجهة مخطط دونالد ترامب تقتصر حتى الآن على التحرك الدبلوماسي في المحافل الدولية، وهو ما لم يحقق أي نتائج ملموسة في السنوات الماضية.

وأشار هواش إلى أن قيادة السلطة ستعيد اللجوء إلى المؤسسات الدولية لاستصدار قرارات إدانة شكلية، لكنها لن تؤدي إلى تغيير الواقع.

وشدد على أن مواجهة هذه المخططات تتطلب موقفاً عربياً موحداً، مشيراً إلى أن غياب موقف عربي قوي لن يؤدي إلى تحقيق أي نتائج إيجابية.

وفي ظل التحركات الإسرائيلية والأمريكية لفرض أمر واقع جديد، يبقى التوحد الفلسطيني هو العامل الأهم في التصدي لهذه المخططات.

ورغم الضغوط الإقليمية والدولية، فإن بقاء الفلسطينيين في أراضيهم ورفضهم لمخططات التهجير يمثل الحاجز الأكبر أمام تنفيذ هذه المشاريع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى