معالجات اخبارية
أخر الأخبار

رموز عسكرية ورسائل استخباراتية.. دلالات تسليم حماس للأسرى الإسرائيليين

تواصل المقاومة الفلسطينية إيصال رسائلها القوية لإسرائيل عبر مشاهد هندسية مدروسة خلال عمليات تسليم الأسرى، وهو ما أكده الباحث السياسي سعيد زياد، مشيرًا إلى أن كل عملية إفراج تحمل دلالات عسكرية وسياسية تؤكد على قوة وسيطرة المقاومة في غزة.

وفي الدفعة الرابعة من صفقة تبادل الأسرى، ظهرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في عرض عسكري منظم، حيث استعرضت مركبة عسكرية إسرائيلية كانت قد غنمتها خلال عملية طوفان الأقصى، وذلك أثناء نقل الأسيرين ياردن بيباس وعوفر كالدرون إلى موقع التسليم في خان يونس.

 الرسائل العسكرية لإسرائيل

وأشار ظهور المركبة العسكرية الإسرائيلية خلال عملية التسليم إلى فشل إسرائيل ليس فقط في استعادة أسراها، بل حتى في استرجاع معداتها العسكرية التي خسرتها في معركة السابع من أكتوبر 2023.

لكن المشهد الأقوى، بحسب زياد، كان في ظهور قائد لواء الشاطئ في كتائب القسام، هيثم الحواجري، الذي أعلنت إسرائيل اغتياله خلال الحرب، ما شكل صدمة كبيرة في تل أبيب وأثار تساؤلات حول دقة المعلومات الاستخباراتية لجيش الاحتلال.

لم يكن عرض المركبة العسكرية هو الرسالة الوحيدة، فقد حملت منصة التسليم عدة رموز استخباراتية وعسكرية إسرائيلية، كان أبرزها وحدة 8200 وهي وحدة الاستخبارات الإلكترونية الإسرائيلية.

بالإضافة إلى وحدة النسر (414) وهي وحدة خاصة للهجمات المضادة، ولواء قطيف (6643) اللواء الجنوبي في فرقة غزة، وفرقة الثعالب النارية (143) المسؤولة عن تأمين حدود الاحتلال مع غزة، وجهاز الأمن العام الإسرائيلي (شاباك)، والوحدة 9900 المتخصصة في جمع المعلومات البصرية.

وكانت الرسالة الأكثر وضوحًا من المقاومة هي اللافتة الضخمة التي كُتب عليها “الصهيونية لن تنتصر” ثلاث مرات، مما يعكس موقفها الرافض للاستسلام أو الخضوع للضغوط الإسرائيلية.

تسليم حماس للأسرى الإسرائيليين

وبحسب القناة 13 الإسرائيلية، فإن كل مشهد لتسليم الأسرى يحمل رسالة عسكرية وسياسية واضحة، حيث تؤكد حماس من خلال اختيار مواقع التسليم أن سيطرتها على المناطق مستمرة رغم العدوان الإسرائيلي.

ووثقت وسائل الإعلام ظهور وحدات القسام القتالية، بما في ذلك وحدات المشاة، القنص، والدروع، حيث انتشر المقاتلون لساعات قبل وصول وحدة الظل، المختصة بحماية الأسرى، والتي ظهرت بزيها الخاص ومركباتها المميزة وهي ترافق الأسير الأميركي الإسرائيلي كيث سيغال حتى وصوله إلى ميناء غزة.

إسرائيل في صدمة

ورأى مراسل الجزيرة في فلسطين، إلياس كرام، أن المشهد العسكري المنظم كان مصممًا بعناية لإيصال رسالة واضحة إلى تل أبيب، حيث قال “إسرائيل التي ادعت أنها دمرت كتائب القسام تفاجأت بمشهد عسكري منظم، يعكس مدى تعافي المقاومة واستعادة تشكيلاتها.”

وأضاف أن المتحدث باسم جيش الاحتلال، دانيال هاغاري، سيكون مطالبًا بالرد على هذه المشاهد، خصوصًا بعد أن ظل لأشهر يدّعي أن حماس فقدت قدرتها العسكرية.

 التعامل مع الأسرى

على الجانب الإنساني، أكدت مشاهد تسليم الأسرى على أخلاقيات المقاومة الفلسطينية، حيث ظهر الأسرى الإسرائيليون بحالة صحية جيدة، وهو ما يعكس الالتزام بعدم تعذيبهم أو إيذائهم، رغم أنهم يضمون ضباطًا كبارًا في الجيش الإسرائيلي.

وفي المقابل، قارن الباحث سعيد زياد بين هذا المشهد وما ترتكبه إسرائيل بحق الأسرى الفلسطينيين، من تعذيب ممنهج وقتل داخل السجون، مستشهدًا بقضية الشهيد وليد دقة، الذي تعرض للتعذيب حتى الموت.

حيث سلمت كتائب القسام الأسرى الثلاثة إلى الصليب الأحمر وسط حضور شعبي فلسطيني واسع، وردًا على ذلك، أطلقت إسرائيل 183 أسيرًا فلسطينيًا في الدفعة الرابعة من الصفقة، وتم إعادة تشغيل معبر رفح للسماح بمغادرة بعض المرضى والجرحى.

ويستمر وقف إطلاق النار في غزة، الذي بدأ في 19 يناير، حيث تجري المفاوضات حول مرحلتين إضافيتين بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة.

وتحمل مشاهد تسليم الأسرى دلالات قوية لإسرائيل والمجتمع الدولي، حيث تثبت حماس أنها ما زالت قوة عسكرية منظمة رغم الحرب، وتؤكد أن المقاومة الفلسطينية لن تنكسر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى