معالجات اخبارية

كشف تفاصيل جديدة لمؤامرة الإمارات مع الاحتلال لفرض ترتيبات اليوم التالي للحرب

كشف موقع Axios الأمريكي عن تفاصيل جديدة لمؤامرة الإمارات العربية المتحدة مع الاحتلال الإسرائيلي لبدء فرض ترتيبات ما يسمى اليوم لحرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة من بوابة توزيع الإمدادات الإنسانية.

وقال الموقع إن الإمارات أبدت استعدادا كاملا لتمويل خطة قدمتها شركة “أوربيس” الاستشارية للأمن القومي الأميركية مؤخرا للحكومة الإسرائيلية حول كيفية توصيل المساعدات الإنسانية بشكل آمن إلى غزة، بحسب مسؤولين إسرائيليين.

وأشار الموقع الأمريكي إلى ضغوط الولايات المتحدة على الحكومة الإسرائيلية لإدخال المزيد من المساعدات إلى غزة، في وقت يدعم جيش الاحتلال تقويض النظام المدني في القطاع لتسهيل نهب عصابات قوافل الإمدادات التي تدخل القطاع تمهيدا لفرض تكليف شركة أوربيس بتقديم خطة لتوزيع المساعدات بأمان.

وفي إحدى الحوادث التي وقعت يوم السبت، تعرضت قافلة مكونة من 109 شاحنة مساعدات تابعة للأمم المتحدة للنهب تحت تهديد السلاح.

كما أوقفت “إسرائيل” السماح بدخول شاحنات المساعدات التي يتم تنظيمها من خلال القطاع الخاص إلى غزة، بزعم أن معظم هذه الشاحنات كانت تذهب إلى فصائل المقاومة.

وفي الوقت نفسه، ربما تكون الأزمة الإنسانية في غزة في أسوأ مراحلها منذ بدء الحرب.

خلف الكواليس

في الأشهر الأخيرة، أجرت شركة أوربيس التي يقع مقرها في ولاية فرجينيا دراسة جدوى بتمويل من منظمة خيرية خاصة حول سبل تأمين توصيل المساعدات الإنسانية إلى غزة.

وقال مسؤولون إسرائيليون إن الدراسة أرسلت إلى وزارة الجيش الإسرائيلي ومكتب رئيس الوزراء، كما عقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اجتماعا يوم الثلاثاء لمناقشتها مع عدد من كبار الوزراء ورؤساء قوات الجيش وأجهزة الاستخبارات.

وقالت مصادر مطلعة على خطة أوربيس إنها تتصور مشروعًا تجريبيًا يتضمن إنشاء مركز للمساعدات الإنسانية في منطقة في غزة “تم تطهيرها” من قبل جيش الاحتلال.

وسيتم إنشاء هذا المركز من قبل منظمة مساعدات خاصة (بدلاً من الأمم المتحدة)، وسيتم تأمينه من قبل مقاولين من القطاع الخاص، يعملون بالتنسيق مع جيش الاحتلال.

وقالت المصادر إن أوربيس تحدثت خلال العمل على الدراسة إلى العديد من شركات الأمن الخاصة للحصول على آرائها.

وتنص الخطة على أن يتم تمويل المشروع من قبل الدول المانحة. وذكر المسؤولون الإسرائيليون دولة الإمارات العربية المتحدة كجهة مانحة محتملة.

وقال أحد المصادر إن الهدف هو محاولة “استقرار” الوضع الإنساني في غزة لفترة انتقالية حتى يتم صياغة سياسة أكثر شمولاً لمرحلة ما بعد الحرب.

فرض تيار الإمارات

في الممارسة العملية، أراد الإماراتيون تهميش محمود عباس، الذي يقولون إنه فاسد وغير قادر على أداء مهامه، وتجريده من أي سلطة تنفيذية.

كما أرادوا استبدال رئيس الوزراء الفلسطيني الحالي محمد مصطفى، الذي يعتبرونه مواليا لعباس.

وكان أحد المبادئ في الخطة الإماراتية هو أنها ستعتمد على اتفاق القادة السياسيين على رؤية حل الدولتين للإسرائيليين والفلسطينيين.

ويقول المسؤولون الإسرائيليون إن نتنياهو أعجب بالعديد من أجزاء الخطة الإماراتية، لكنه يعارض الجوانب الأكثر سياسية، وخاصة مشاركة السلطة الفلسطينية في غزة ورؤية حل الدولتين.

وقال المسؤولون إن المناقشات حول الخطة الإسرائيلية الإماراتية حظيت بدفعة متجددة في الأسابيع الأخيرة.

وفي نهاية سبتمبر/أيلول، التقى ديرمر وأبز بشكل منفصل مع بلينكن، المسؤول عن هذه القضية داخل إدارة بايدن، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

وقال المسؤولون إن أبو ظبي وديرمر طلبا من بلينكن مساعدتهما في سد الفجوات المتبقية بين الحكومة الإسرائيلية والإمارات فيما يتعلق بالخطة ثم التصديق عليها – أو حتى تحويلها إلى خطة أمريكية سيتم تقديمها بعد انتخابات نوفمبر.

وهناك فجوة متبقية تتعلق بفكرة جديدة من الإماراتيين مفادها أن الخطة تشمل إعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس المحتلة كلفتة للفلسطينيين وطريقة لإظهار أن الولايات المتحدة تستثمر في الخطة وتقود العملية.

ويقول المسؤولون الأميركيون إن الإسرائيليين يعارضون هذه الفكرة بشدة. كما لا يزال الإسرائيليون يعارضون أي ذكر لحل الدولتين.

لكن الفجوة الرئيسية بين الحكومة الإسرائيلية والإمارات تتعلق بالدور الدقيق للسلطة الفلسطينية.

وقال مسؤولون إماراتيون إن الإمارات تريد من رئيس وزراء السلطة الفلسطينية تعيين شخصية فلسطينية للمساعدة في قيادة عملية الانتقال في غزة.

وذكر مسؤولون أميركيون وإسرائيليون أن الإسرائيليين لن يفكروا في أي دور محتمل للسلطة الفلسطينية إلا على المدى الطويل.

وقال مسؤولان كبيران في وزارة الخارجية الأميركية إنه إذا قدم بلينكن خطة، فإنها ستتضمن الأفكار الإسرائيلية والإماراتية بالإضافة إلى أفكار الولايات المتحدة بهدف الحصول على إجماع أوسع في المنطقة على الخطة.

وذكر مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية “لن ندعم خطة اليوم التالي دون أن يكون للسلطة الفلسطينية دور في غزة. وما زال النقاش جاريا حول شكل هذا الدور”.

رد فعل السلطة وحماس

قال مسؤول كبير في السلطة الفلسطينية إنها تشك بشدة في الخطة الإسرائيلية الإماراتية وأكد أنه لا يعتقد أنها يمكن أن تحصل على دعم في المنطقة.

وذكر أن “اللعب بحوكمة غزة أمر خطير للغاية، وأي خطأ قد يقتل المشروع الوطني الفلسطيني”، مضيفا أن أي شخصية فلسطينية تتولى إدارة غزة بشكل مستقل عن السلطة أو من دونها ضمن إجماع وطني لن يكون لها أي شرعية.

يشار إلى أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أكدت أن الشعب الفلسطيني لن يقبل أي وجود عسكري أو أمني غير فلسطيني في غزة في ما يسمى مرحلة ما بعد الحرب.

وتشد حماس على أن “إدارة غزة بعد الحرب هي شأن فلسطيني داخلي لا ينبغي أن يتعرض لأي تدخل خارجي”، علما أنها اقترحت تشكيل حكومة وطنية مختصة وغير حزبية تتولى إدارة غزة والضفة الغربية على حد سواء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى