تقليص مياه الشرب.. سلاح أخر من أسلحة حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة
يعمد الاحتلال الإسرائيلي إلى مواصلة تقليص إنتاج المياه في قطاع غزة لا سيما تلك الصالحة للشرب كسلاح أخر من أسلحة حرب الإبادة الجماعية المستمرة منذ نحو عام.
وبحسب مكتب تنسيق الشئون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، لا يزال إنتاج المياه عند ربع المستويات المسجلة قبل بدء حرب الإبادة الإسرائيلية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ويواجه توزيع هذه المياه المحدودة تحديات مستمرة، مثل التسربات الواسعة النطاق، والأضرار الشديدة التي لحقت بالشبكة، والانسكاب أثناء عمليات النقل بالشاحنات.
وتقدر مجموعة المياه والصرف الصحي والنظافة أن حوالي 70 في المائة من المياه الموردة من خلال شبكات المياه تتسرب بسبب الأضرار التي لحقت بها في الهجمات العسكرية الإسرائيلية، مع إعاقة الإصلاحات بسبب مزيج من انعدام الأمن، وانعدام الوصول، والرفض الإسرائيلي لواردات قطع الغيار.
وسلطت الأمم المتحدة الضوء على أن القيود المفروضة على استيراد هذه المكونات الأساسية جعلت آلات المياه والصرف الصحي الحيوية غير صالحة للتشغيل، مما يزعزع استقرار العمليات، وخاصة لمرافق الصرف الصحي المتضررة بشدة.
حاليًا، تتلقى أربعة أحواض رئيسية مياه الصرف الصحي، وأي فيضان قد يشكل مخاطر صحية عامة خطيرة.
وفي تطور إيجابي، في 18 سبتمبر/أيلول، أعلنت مصلحة مياه البلديات الساحلية عن نجاح ترميم بئر الوكالة في مخيم المغازي للاجئين في دير البلح، والذي تم تدميره.
وبدعم من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، قامت مصلحة مياه بلديات الساحل بإصلاح نظام ضخ البئر والمحرك الكهربائي والمجمع، وإعادة ربطه بشبكة توزيع المياه بشكل فعال. وقالت مصلحة مياه بلديات الساحل إن هذه الجهود هي جزء من مبادرات الصيانة الطارئة الأوسع نطاقًا في جميع بلديات غزة، على الرغم من النقص المستمر في مواد الإصلاح الأساسية.
يواجه النازحون في قطاع غزة خطر النزوح مرة أخرى مع اقتراب موسم الأمطار، وزيادة الفيضانات وارتفاع المد.
واضطر العديد من النازحين بسبب الهجمات الإسرائيلية إلى اللجوء إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط، حيث أمرتهم أوامر الإخلاء الصادرة عن جيش الاحتلال بإخلاء مناطق سكنهم.
وحذرت عدة بلديات في جميع أنحاء غزة من مثل هذه المخاطر على النازحين وأطفالهم.
ودعت بلدية خان يونس الأشخاص المتواجدين داخل برك تجميع مياه الأمطار وأحواض معالجة الصرف الصحي المؤقتة في منطقة المحرقات، وجميع المناطق المنخفضة إلى المغادرة فورًا والبحث عن أماكن أكثر أمانًا بسبب خطر الفيضانات.
وذكرت البلدية أن التصعيد المستمر تسبب في أضرار جسيمة في البنية التحتية حيث تم تدمير 70 في المائة من خطوط النقل وشبكات تصريف مياه الأمطار، و80 في المائة من خطوط نقل مياه الصرف الصحي والمضخات والمحطات، و1800 من أصل 2200 مرشح لمياه الأمطار.
وفي السياق حذرت لجنة الطوارئ في بلدية دير البلح المواطنين القاطنين بالقرب من وادي السلقا وصحن البركة بضرورة إخلاء منازلهم قبل هطول الأمطار، حيث أن حدوث فيضانات في هذه المناطق يشكل خطراً على حياة المواطنين.
وبحسب بلدية غزة، فإن بركة الشيخ رضوان المخصصة لتجميع مياه الأمطار تتراكم فيها الآن أكثر من 450 ألف متر مكعب من مياه الصرف الصحي، والتي تهدد بالفيضان بمجرد هطول الأمطار.
والبلدية غير قادرة على تصريف المياه بسبب الأضرار التي لحقت بخط تصريف البركة ومرافقها.
كما حذرت بلديتي خان يونس ودير البلح النازحين من الانتقال إلى مناطق مرتفعة والابتعاد عن الشاطئ، حيث قد يؤدي ارتفاع المد إلى انجراف خيامهم وغيرها من المخاطر.
أزمة وقود حادة
بحسب مجموعة المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية التابعة للأمم المتحدة، فقد سمحت السلطات الإسرائيلية في الفترة من 1 إلى 14 سبتمبر/أيلول بدخول 302,533 لتراً من الوقود ــ أي ما يعادل 31% فقط من الكمية اللازمة لتشغيل العديد من مرافق المياه والصرف الصحي الحيوية ــ وقامت الأمم المتحدة بتسليمها.
وتم توزيع نحو 218,533 لتراً على جنوب غزة، في حين تم توزيع 84,000 لتر المتبقية في الشمال.
ولا يزال الوصول إلى الوقود في الشمال يشكل تحدياً بالغ الأهمية، حيث تتأخر عمليات التسليم أو ترفضها السلطات الإسرائيلية في كثير من الأحيان عند نقاط التفتيش.
ونتيجة لذلك، اضطرت عمليات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية إلى تقليص ساعات عملها بشكل كبير لمنع الإغلاق الكامل.