معالجات اخبارية
أخر الأخبار

تهجير جماعي في طولكرم ونور شمس.. أين السلطة الفلسطينية؟

في الوقت الذي تواصل فيه وسائل إعلام حركة فتح الترويج لرواية الاحتلال، وتحمّل المقاومة مسؤولية العدوان، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ خطة تهجير قسري واسعة في مخيمي طولكرم ونور شمس، تشمل هدم أكثر من 100 مبنى سكني، وتهجير آلاف العائلات.

هذا التصعيد يأتي رغم غياب أي مظاهر مقاومة فعلية في الضفة الغربية، ما يفنّد مزاعم إعلام السلطة بأن عمليات الهدم والقتل سببها وجود المقاومة. فحتى في مناطق خالية من الصواريخ والكتائب، يستمر الاحتلال في تدمير كل ما هو فلسطيني.

صمت عباس وتوزيع المناصب

وفي ظل هذا العدوان المتصاعد، ينشغل رئيس السلطة محمود عباس بتوزيع المناصب على المقربين منه، وإعادة تدوير الفاسدين، متجاهلًا ما تتعرض له مدن ومخيمات الضفة من حصار ودمار وتهجير.

وعبّروا  المواطنون عن سخطهم من غياب القيادة، وسخروا من تصريحات مسؤولي السلطة وإعلامهم المنفصل عن الواقع.

وكتب أحد المواطنين ساخرًا: “مشكلتنا في هالبلاد بس السيارات المشطوبة وسد شواغر المنظمة والمجلس الوطني”، فيما تساءل آخر: “وين نائب الرئيس حسين الشيخ؟ ما يوقفلهم!”. أما الأجهزة الأمنية التي تستعرض قوتها ضد المتظاهرين، فغابت تمامًا عن مشهد الاحتلال.

تهجير جماعي في طولكرم ونور شمس

ويدخل العدوان على مخيمي طولكرم ونور شمس يومه المئة، وسط عمليات اقتحام وتخريب وتنكيل ممنهجة.

وخلال الأيام الماضية، شرعت جرافات الاحتلال بهدم 15 بناية في حارة المنشية، وأعلنت عن نيتها هدم 19 مبنى إضافيًا، تضم أكثر من 50 وحدة سكنية.

ما يحدث ليس مجرد عمليات عسكرية، بل خطة واضحة لتغيير المعالم الديموغرافية للمخيمات، وفرض واقع جديد عبر سياسة الهدم والتهجير.

وأمهل الاحتلال المواطنين ساعات قليلة فقط لإخلاء منازلهم، قبل أن تبدأ الجرافات بتدميرها.

غضب شعبي وسخرية من رواية السلطة

والعديد من المواطنين أعربوا عن غضبهم الشديد من أداء السلطة، وعبّروا عن سخطهم من محاولة تحميل المقاومة مسؤولية ما يجري، في الوقت الذي تسيل فيه دماء الفلسطينيين في الضفة دون أي رد أو موقف من القيادة.

وكتب أحد المعلقين: “الضفة تنزف.. ولا طوفان ولا صواريخ ولا حماس.. ورغم ذلك الاحتلال يمضي في جرائمه، فأين السلطة؟”.

فيما اعتبر آخر أن ما يحدث في الضفة هو نتيجة مباشرة لتخلي السلطة عن غزة سابقًا، قائلاً: “اللي صار أن إسرائيل استفردت بغزة، والآن تهدم في الضفة.. تسالي لوقت ما تخلص من الكل”.

السلطة شريك بالصمت والتبرير

وخلال العدوان المستمر، تعرضت أكثر من 4200 عائلة للنزوح القسري، ودُمر 396 منزلًا بشكل كامل، و2573 بشكل جزئي.

وحوّل الاحتلال المخيمات إلى ثكنات عسكرية، وأغلق مداخلها بالسواتر الترابية، واستولى على منازل الفلسطينيين وحوّلها لمراكز عسكرية.

ولم تتوقف عمليات الاقتحام، وشملت اعتقال عدد من المواطنين، بينهم ضباط في الأجهزة الرسمية، وتخريب ممتلكات خاصة، وفرض حصار خانق يعطل حياة الفلسطينيين في كل زاوية من المدينة.

وما يجري في طولكرم ونور شمس ليس مجرد انتهاك إسرائيلي جديد، بل هو امتداد لصمت وتواطؤ السلطة الفلسطينية التي تخلت عن واجباتها الوطنية، ولم تحرك ساكنًا أمام مخطط تهجير آلاف المواطنين. بل على العكس، استمرت في ترديد رواية الاحتلال، واتهام المقاومة، متجاهلة أن الضفة تُذبح دون مقاومة.

السلطة اليوم في موقف المتفرج، بل الشريك، بصمتها وتبريراتها الإعلامية، في أكبر عملية تهجير وهدم تشهدها الضفة منذ سنوات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى