توحد عائلي بوجه خطة “الشاباك” لإحداث فوضى في غزة

دفعت ظواهر مقلقة برزت في قطاع غزة تمثلت بجرائم سطو ونهب وسرقة طالت مستودعات إغاثة إنسانية وممتلكات خاصة وعامة خلال الساعات الماضية العوائل إلى التصدي بحزم وقوة لها.
وأصدرت العوائل بيانات شديدة اللهجة تعلن فيه رفضها الكامل لمثل هذه الممارسات التي لا تخدم إلا الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدة أنها ستتصدى من خلال لجان شعبية لمحاولة جر القطاع إلى مربع لا يحمد عقباه.
وشهدت محافظة غزة ليل الخميس سلسلة عمليات سطو ونهب، نفذتها مجموعات مسلحة ملثمة، قُدّر عدد أفرادها بحوالي 50 شخصاً، واستخدموا أسلحة أمريكية من طراز M-16.
وتمت العمليات بغطاء جوي إسرائيلي مسيّر من نوعي “كواد كابتر” و”سكاي لارك”، الذي أطلق النار على كل من حاول التصدي للسرقات.
نشر الفوضى
مختار مدينة المجدل المحتلة محمد المدهون قال إن من نفذ هذه العمليات أشخاص لديهم أجندة خاصة بالاحتلال ويسعون لنشر الفوضى في قطاع غزة.
وأوضح المدهون في بيان أن هؤلاء الخونة والعملاء لن يكون له موطئ قدم بين عوائل الشعب القلسطيني المناضلة التي قدمت الشهداء والمرابطين.
عائلة زقوت (المجدلية) عبرت بوضوح عن غضبها الشديد ممن وصمتهم بـ”الخارجين عن الدين والأعراف”، الذين اقتحموا مخازن ومؤسسات محلية ودولية بدافع السرقة.
وأكدت العائلة في بيان أن هؤلاء لا يمثلون معاناة الشعب، بل هم أدوات تحركها أجندات خبيثة.
وأشار إلى أن هذه الجماعات تملك أسلحة باهظة الثمن، ما ينفي ادعاء الحاجة أو الجوع، ويدلل على تورطهم بمخطط لتمزيق النسيج الأخلاقي والمجتمعي لغزة.
ذرائع واهية
عائلة الغول في قطاع غزة استنكرت بشدة أعمال السطو والنهب التي نفذها أفراد ومجموعات بذرائع واهية، مؤكدة أن هذه التصرفات بعيدة كل البعد عن أخلاق وأعراف الشعب الفلسطيني.
وقالت العائلة في بيان: “ندرك تماما حاجة الناس للطعام والشراب، لكن سرقة بعض المجموعات الممتلكات الخاصة والعامة لا علاقة له بالجوع، بل إثارة للفوضى وتناغم مع سياسات الاحتلال”.
وشددت على ضرورة رفض هذه الأعمال، حاثة على عدم التهاون مع مرتكبيها.
عائلة أبو عبيد بدرها رفضت بشكل قاطع “الاعتداء الواضح على ما تبقى من كرامة هذا الشعب”.
وأكدت العائلة في بيات أن من كسروا ونهبوا ممتلكات—even الخالية منها—لم يكونوا يبحثون عن لقمة عيش، بل كانوا يسرقون لمجرد السرقة.
وبينت أنها ضبطت، بالتعاون مع عائلات شريفة بعض المتورطين واستعادت ممتلكات مسروقة تخص جمعيات أممية.
وطالبت الجميع لتحمل مسؤولياتهم في حماية الممتلكات ومنع حالة الفوضى.
مرتزقة وفوضويين
عائلة بكر ممثلة بمختارها مروان بكر (أبو فادي) شددت عقب اجتماع لها على أهمية حفظ السلم المجتمعي، محذرة من خطورة الانجرار وراء الفتن ومنتحلي اسم العائلة.
وقال بكر إن العائلة قدمت شهداء وأسرى على مدار النضال، ولها مكانتها التي لن تسمح بتدنيسها من مرتزقة وفوضويين.
وشدد على أن أي تعدٍّ على المؤسسات والممتلكات المجتمعية والدولية فعل مدان ومرفوض وسيُقابل برد حازم.
خطة إسرائيلية
مراقبون أكدوا أن هناك حالة استغلال منظمة للفوضى من جهات تسعى لتدمير المجتمع في غزة بتحريك عملاء للشاباك الإسرائيلي مع اللصوص لتحقيق ذلك.
الهيئة العليا لشؤون العشائر كانا قد حذرت من دخول غزة مرحلة “بغاية الخطورة” من التجويع الجماعي، نتيجة الحصار الإسرائيلي الخانق والصمت الدولي المطبق.
وأوضحت الهيئة في بيان أن “حياة مئات آلاف الأبرياء، وعلى رأسهم الأطفال، باتت مهددة بالموت جوعًا في أي لحظة”.
وطالبت بتشكيل لجان حماية شعبية في مختلف مناطق قطاع غزة، لمواجهة تفشي الفوضى وازدياد محاولات النهب والسرقة، التي تهدد أمن الناس وممتلكاتهم في ظل تراجع أدوات الحماية الرسمية.
ويدمر جيش الاحتلال بمنهجية سبل تسيير شؤون الحياة في غزة، وكان آخرها قصف آليات ومعدات ثقيلة لحرمان البلديات من تقديم الخدمات الأساسية لسكانه.