
في ظلّ شيخوخة رئيس السلطة محمود عباس وتزايد الضغوط الدولية بشأن مستقبل السلطة، تتسارع خطوات حسين الشيخ، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، نحو القمة. الرجل الذي كان حتى وقت قريب أحد جنود التنسيق الأمني، أصبح اليوم الاسم الأبرز في معادلة خلافة عباس.
تقارب غير مسبوق مع عباس
وأكدت مصادر في رئاسة السلطة أن عباس يتجه لتعيين نائب له لأول مرة، رضوخًا لضغوط غربية متصاعدة، لا سيما من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، في ظل تقدّمه في السن وتدهور حالته الصحية.
وبحسب المصادر، فإن حسين الشيخ هو الأوفر حظًا لتولي هذا المنصب، مدعومًا بقبول أميركي – إسرائيلي – إقليمي، لا سيما من مصر، السعودية، والأردن.
وهو دعم لم يحظ به حتى خصومه داخل حركة فتح مثل جبريل الرجوب.
الشيخ يرافق عباس في كل جولاته، يجلس إلى جانبه، يدون ملاحظاته، ويعيد تقديمها في الاجتماعات الدولية.
كما ظهر مؤخرًا مع حفيد الرئيس الذي وصفه بـ”الزعيم الوطني”، ما يعكس حجم قربه من الدائرة المغلقة للقرار.
وجه غير شعبي.. وسخط داخلي
لكن هذا القرب من القمة يقابله رفض شعبي متزايد. فالكثير من الفلسطينيين يرون في الشيخ رمزًا للفساد والارتباط المفرط مع الاحتلال الإسرائيلي، ولا يعتبرونه ممثلًا شرعيًا لطموحاتهم.
وكشفت تسريبات إعلامية تسجيلًا صوتيًا منسوبًا للشيخ، يهاجم فيه محمود عباس بعبارات نابية، وهو ما اعتُبر إشارة على أن ولاءه للرئيس مرتبط فقط بمصلحة شخصية، وأن خصومه يدركون أن عباس هو مصدر قوته.
جذور عائلية مشبوهة
الشيخ، الذي يتحدث العبرية بطلاقة، ينتمي إلى عائلة الطريفي ذات العلاقات التاريخية مع الاحتلال.
والده الروحي جميل الطريفي، رجل أعمال ومسؤول سابق، كان يستفيد من علاقاته مع الإسرائيليين للحصول على تصاريح وامتيازات للفلسطينيين، وهي شبكة يُعتقد أنها ساعدت الشيخ في صعوده السياسي المبكر.
رجل إسرائيل في رام الله
وبدأ الشيخ مشواره في الأجهزة الأمنية بين عامي 1994 و1997، حيث كان يقوم بمهام الترجمة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
ومع مرور الوقت، انتقل من الهامش إلى قلب السلطة، حتى أصبح من أبرز أدوات التنسيق الأمني، ويقود حاليًا الجهود الفلسطينية لمنع الهجمات على الإسرائيليين.
مرشح الاحتلال لخلافة عباس
وفي تقرير موسع لها، وصفت مجلة فورين بوليسي الأميركية حسين الشيخ بأنه الرجل المفضل لدى إسرائيل لخلافة عباس، مشيرة إلى أنه يحظى بدعم كامل من دوائر الأمن الإسرائيلية ويُنظر إليه كـ”شريك براغماتي” قادر على خلق أرضية مشتركة.
ونقلت المجلة عن مسؤول استخباري إسرائيلي متقاعد قوله:”إنه رجلنا في رام الله.”
المجلة وصفت الشيخ بـ”رجل العمل القذر”، معتبرة أنه يبني صعوده على حساب كرامة الشعب الفلسطيني، مستفيدًا من دعمه الغربي والإسرائيلي رغم افتقاده للشرعية الشعبية.
وأشارت أيضًا إلى أن الشيخ يمثل كل ما هو خاطئ في تجربة السلطة الفلسطينية، ووصفته بأنه يشبه الزعيم الأفغاني حامد كرزاي، الذي حكم بدعم أميركي دون قاعدة جماهيرية حقيقية.