
في خطوة أثارت جدلاً واسعاً، أثنت أوساط إسرائيلية على خطاب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الذي هاجم فيه حركة حماس بشدة، واعتبرته “مؤشراً على تبني السلطة رواية إسرائيل”، لكنها في الوقت نفسه وصفته بأنه “غير كافٍ”.
وقال ألون أفيتار، مستشار منسق شؤون العمليات الإسرائيلية الأسبق في الضفة الغربية، إن إسرائيل بحاجة إلى “خطوات عملية لا مجرد خطابات”، مطالباً عباس بوقف مخصصات عائلات الأسرى الفلسطينيين، والمساهمة فعلياً في إعادة الأسرى الإسرائيليين من غزة.
خطاب عباس تبنٍ واضح للمطالب الإسرائيلية
واعتبرت صحيفة معاريف العبرية أن خطاب عباس يمثّل تحوّلاً غير مسبوق في الموقف الفلسطيني الرسمي، بعد أن وصف حماس بأنها المسؤولة عن الكارثة في غزة، ودعاها صراحة لتسليم السلاح وتفكيك حكمها.
وأشارت الصحيفة إلى أن ما قاله عباس يعكس تبنياً صريحاً لأهداف إسرائيل الأساسية، كإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين ونزع سلاح المقاومة، في حين وصفت السلطة الفلسطينية بأنها “الجهة الوحيدة صاحبة التاريخ المشرف في التعاون الأمني مع إسرائيل”.
الانسجام مع خطاب نتنياهو
من جهته، قال الصحفي الإسرائيلي أوهاد حمو، مراسل القناة 12، إن خطاب عباس الأخير لم يكن مفاجئاً في مضمونه، لكن المفاجأة كانت في لغته، حيث استخدم عبارات غير مسبوقة في خطابه ضد حماس، وصرّح قائلاً: “يا أولاد الكلب سلّموا الرهائن وخلصونا من الشغلة”.
وأضاف حمو أن عباس بدا كأنه يتحدث باسم حكومة الاحتلال، لكنه شدد على أن هذه التصريحات “لا تحظى بأي وزن سياسي فعلي”، سواء في نظر حماس أو لدى صناع القرار في تل أبيب.
الخطاب طعنة في خاصرة المقاومة
على الجانب الفلسطيني، أثارت تصريحات عباس موجة من الغضب الشعبي والسياسي، واعتُبرت طعنة في ظهر المقاومة، خصوصاً أنها جاءت في خضم عدوان إسرائيلي متواصل أوقع أكثر من 168 ألف شهيد وجريح في قطاع غزة، معظمهم من النساء والأطفال.
واعتبر ناشطون ومحللون أن عباس يتحدث وكأنه جزء من آلة الدعاية الإسرائيلية، ويتجاهل التضحيات اليومية التي يقدمها أهالي غزة في مواجهة آلة الحرب.
وخلصت أوساط إسرائيلية إلى أن غياب بديل عملي لحماس يبقيها على الأرض رغم العدوان، مؤكدة على ضرورة تنفيذ خطة تشمل نزع سلاح المقاومة، تقوية السلطة، إعادة إعمار غزة بدعم عربي وغربي، وتوفير أفق سياسي يتماشى مع المصالح الإسرائيلية.