تحليلات واراء
أخر الأخبار

غضب فلسطيني عارم.. خطاب عباس سقوط سياسي وأخلاقي مدوٍّ

أثار خطاب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الذي ألقاه خلال جلسات المجلس المركزي، موجة استياء عارمة في الأوساط الفلسطينية، إذ تضمن إساءات غير مسبوقة لقوى المقاومة، ما دفع قيادات وطنية، وأهالي أسرى وشهداء، وقوى مقاومة إلى الردّ بقوة، واعتبار كلمته “طعنة في ظهر النضال الفلسطيني” و”خدمة مجانية للاحتلال”.

تصريحات عباس مردودة عليه

قال عميد الأسرى الفلسطينيين المحررين نائل البرغوثي إن تصريحات محمود عباس المسيئة للمقاومة وللشعب الفلسطيني “مردودة عليه”، داعيًا أبناء حركة فتح المتمسكين بثوابت النضال الوطني إلى اتخاذ موقف واضح تجاه هذا الخطاب.

وشدد البرغوثي على أن “بكاء عباس على إبعاد الأسرى إلى الخارج تكذّبه ممارسات السلطة بحقهم”، مؤكداً أن كافة الأسرى، بمن فيهم أبناء حركة فتح، يشهدون على سوء معاملة السلطة لهم.

 عباس يعزز الانقسام ويخدم الاحتلال

من جانبها، أصدرت قوى تحالف المقاومة الفلسطينية بياناً استنكرت فيه خطاب عباس، واعتبرته محاولة لتشويه صورة المقاومة وإعادة إنتاج قيادة فقدت الشرعية الشعبية.

وأكد البيان أن المجلس المركزي الذي انعقد مؤخرًا “لا يمثل الإرادة الوطنية الفلسطينية”، مشيرًا إلى أنه “جاء في سياق تكريس التوريث السياسي وتجاهل تام لمعاناة شعبنا في غزة والضفة والمخيمات”.

وشددت القوى في بيانها على أن “الهجوم على المقاومة هو تمهيد لتقسيم الساحة الفلسطينية لمصلحة الاحتلال، ويتناقض مع روح الوحدة الوطنية ونبض الشارع”.

 هل يغار عباس من قادة الاحتلال على أسراهم؟

وفي السياق ذاته، ندد تجمع أهالي الأسرى الفلسطينيين بما وصفوه بـ”الخطاب الخطير” لعباس، الذي وصف فيه أبطال المقاومة بأوصاف لا تليق بمقام من يزعم تمثيل الشعب.

وتساءل البيان: “أين قضية عشرة آلاف أسير فلسطيني من أجندة الرئيس عباس؟ وهل يليق التنكر لمن ضحوا بعقود من أعمارهم في سجون الاحتلال؟”

وأوضحت العائلات أن قادة الاحتلال يرافقون أهالي أسراهم إلى المحافل الدولية، بينما السلطة تتجاهل أبناءها في الأسر، في مشهد “يؤكد حجم التناقض والانفصال عن القضية الوطنية”.

وأضاف البيان: “الاحتفاظ بالأسرى الإسرائيليين ليس هدفًا بحد ذاته، بل وسيلة نبيلة لتحقيق الإفراج عن أسرانا، كما أقرته كل المواثيق الدولية”.

خطاب عباس طعنة في الظهر

بدورهم، أصدر ذوو الشهداء الفلسطينيين بيانًا أعربوا فيه عن غضبهم مما وصفوه بـ”السقوط الأخلاقي والسياسي” في خطاب عباس، معتبرين أن ما ورد فيه “طعنة في ظهر تضحيات الشهداء والمقاومة”.

وأكد البيان أن وصف فصائل المقاومة بأوصاف نابية “لا يليق بحجم التضحيات، ويُظهر مدى الانفصال بين السلطة وواقع الشعب الذي يناضل في الميدان”.

وتساءلت العائلات: “أين كانت القيادة الفلسطينية طوال 564 يوماً من العدوان على غزة؟ وأين كانت السلطة حين كان أهلنا يُقصفون ويُجوعون؟”.

وشدد البيان على أن المقاومة هي حق مشروع لا يمكن التخلي عنه، ولا أحد يملك تفويضًا للتفريط به، مشيرين إلى أن الوطنية ليست في المواكب والمناصب بل في الميدان والتضحية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى