تحليلات واراء

خطاب عباس يعبر عن مدى خسته ودناءة منطقه

أجمع مراقبون على أن خطاب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس خلال افتتاح أعمال الدورة الـ32 للمجلس المركزي الفلسطيني، يعبر عن مدى خسته ودناءة منطقه.

فقد شن عباس هجوماً على المقاومة الفلسطينية، ومارس عاداته في إطلاق الألفاظ البذيئة وتوجيه الشتائم ليس الاحتلال الإسرائيلي وداعميه، بل لفصائل المقاومة وقادتها وعناصرها.

وجاء هجوم عباس غير الأخلاقي والخالي من أي اعتبارات وطنية أو أعراف دبلوماسية، مع تواصل حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على قطاع غزة منذ أكثر من عام ونصف.

وقال عباس في كلمته أمام المجلس المركزي الذي يجتمع لأول مرة منذ بدء حرب الإبادة: “اليوم في مئات القتلى ليش؟ بدناش نسلم الرهينة الأمريكية.. طب يا أولاد الكلب سلموا اللي عندكم من رهائن”.

وطالب عباس المقاومة الفلسطينية بتسليم أسلحتها، ودعا حركة حماس إلى التخلي عن حكم قطاع غزة وتسليمه وكافة أسلحتها والتحول لحزب سياسي بعد إلقاء السلاح.

واعتبر رئيس السلطة الفلسطينية أن المقاومة هي السبب في الدمار والإبادة الجماعية التي يقوم بها الاحتلال في قطاع غزة، متهماً المقاومة بأنها قدمت الذرائع للاحتلال ليقوم بالإبادة.

واستغرب مراقبون أن عباس لم يوجه يوما إهانة إلى دولة الاحتلال أو نال من داعمي الاحتلال وحلفائه، لكنه اليوم، وعلى الهواء مباشرة، وجّه حديثه إلى المقاومة قائلاً: “يا أولاد الكلب”.

وأكد هؤلاء أن خطورة التصريح لا تكمن في بذاءته اللفظية فحسب، بل في مدلولاته السياسية والمعنوية. فحين يُوجَّه الشتائم إلى المقاومين لا إلى المحتلين، وإلى من يحملون السلاح دفاعًا عن الأرض لا إلى من يغتصبونها، تصبح المعادلة مقلوبة تمامًا.

وبحسب المراقبين فإن هذا الخطاب يُفقد السلطة الفلسطينية ما تبقى لها من رصيد في وعي الجماهير، ويكشف حجم الانفصال بين سلطة تنسق مع المحتل، وشعب ينزف تحت القصف والحصار.

وما لم يقله عباس، ما هي الذرائع المتوفرة للاحتلال الإسرائيلي ليهجر نحو ٧٠ الف فلسطيني في الضفة الغربية ويدمر آلاف المنازل، ويحاصر جنين ونابلس ويشرع ببناء عشرات الآلاف من الوحدات الاستيطانية، بينما يواصل اعتقال الآلاف من شباب الضفة.

وبدا واضحا أن ما يؤلم عباس هو أن الاحتلال غير قادر على استعادة أسراه، بينما لا يضره أكثر من ١٠ آلاف أسير فلسطيني في سجون الاحتلال المئات منهم قضوا أكثر من 20 عاما قيد الاعتقال.

واعتبر معلقون أنه حين يُخاطب رئيس يفترض أنه يمثل شعبه المقاومين الذين يدافعون عن أرضهم وأعراضهم بـ(أولاد الكلب)، فإنه يكشف عن عجزه الأخلاقي والسياسي في آن واحد.

ومعروف أن فصائل المقاومة لم تبدأ الحرب، بل كانت ردًا على عقود من الاحتلال والحصار والقتل والتهجير، أما الأسرى الإسرائيليين، فالعالم كله يعلم أن طريق الإفراج عنهم مرّ من خلال المفاوضات، وأن الاحتلال هو من أفشلها برفضه وقف إطلاق النار، لا المقاومة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى