تحليلات واراء

خلية افيخاي في قلب الحرب الإعلامية: حملات تحريض للضغط على المقاومة

حذرت جهات أمنية مختصة من استعدادات لإطلاق حملات تحريض بشكل وشيك من عملاء الاحتلال الإسرائيلي ضد المقاومة خلال الأيام القادمة مستغلة اشتداد الأزمة الإنسانية والحصار المفروض على القطاع وسياسة التجويع بالتزامن مع التهديد بتصعيد الضغط العسكري.

وتتواصل الحملات الإعلامية ضد المقاومة الفلسطينية مع تصاعد الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، حيث يُستغل الحصار المفروض على القطاع منذ سنوات طويلة وسياسته القمعية في محاولة لتشويه صورة المقاومة الفلسطينية ودورها الوطني.

ومع تصاعد الأزمة الإنسانية، تستعد عدد من الجهات التابعة للاحتلال الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية ودول التطبيع العربي لإطلاق حملات إعلامية وميدانية جديدة تستهدف المقاومة الفلسطينية وتعمل على تحريف الحقائق حول الوضع في القطاع.

تسييس الأزمة الإنسانية في غزة

منذ بدء الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2007، يعاني القطاع من أوضاع إنسانية مأساوية تنذر بتفاقم الأزمة. الحصار الذي يمتد منذ أكثر من 17 عامًا، جعل قطاع غزة في عزلة شبه كاملة عن العالم الخارجي، حيث شمل الحصار إغلاق المعابر، منع إدخال العديد من المواد الأساسية، مثل المواد الغذائية والأدوية، ومنع بناء البنية التحتية اللازمة للقطاع.

إضافة إلى ذلك، يفرض الاحتلال الإسرائيلي سياسة التجويع بحق سكان غزة، مما يزيد من معاناتهم بشكل يومي.

ورغم هذه الأوضاع الصعبة، لا يزال قطاع غزة يشهد نشاطًا مستمرًا للمقاومة الفلسطينية، التي ترى في نفسها خط الدفاع الأول عن حقوق الفلسطينيين في مواجهة الاحتلال.

إلا أن هذا التفاعل الحي مع الاحتلال يتسبب في إطلاق حملات إعلامية مُنسَّقة وممنهجة تهدف إلى تحميل المقاومة المسؤولية عن هذه الأزمة الإنسانية، وهو ما أصبح واضحًا في السنوات الأخيرة.

حملات الإعلام والتضليل ضد المقاومة

يستغل الاحتلال الإسرائيلي، ومن خلفه بعض الجهات الفلسطينية والعربية المنبوذة، الأزمة الإنسانية التي يعاني منها قطاع غزة في شن حملة إعلامية شرسة ضد المقاومة الفلسطينية.

والهدف الرئيس من هذه الحملة هو التأثير على الرأي العام الدولي والمحلي من خلال توجيه اللوم للمقاومة بدلاً من الاحتلال. يجري الترويج بأن الجماعات المقاومة تُمثل عبئًا على الشعب الفلسطيني، وأنها تساهم في تفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع من خلال استخدامها للموارد والتمويلات على حساب المدنيين.

إحدى الأدوات المهمة في هذه الحملة هي نشر الأخبار المضللة والتقارير التي تتحدث عن “استغلال المقاومة للموارد” أو “استخدام المدنيين كدروع بشرية”. وهو ما يتناغم مع خطاب الاحتلال الذي يروج له باستمرار حول مسؤولية المقاومة عن الأزمات الإنسانية التي يعاني منها الشعب الفلسطيني في غزة.

كما أن هناك محاولات واضحة لتشويه صورة المقاومة عبر الإعلام، بمشاركة أطراف سياسية ودولية تسعى للتأثير على وجهة نظر المجتمع الدولي.

خلية افيخاي وحملات التحريض

في السياق نفسه، تُعتبر “خلية افيخاي” نسبة إلى الناطق باسم جيش الاحتلال، أحد أبرز أدوات التحريض الإسرائيلي ضد المقاومة الفلسطينية.

هذه الخلية، التي تركز بشكل رئيس على الحرب الإعلامية، تعمل على نشر الأكاذيب والتحريض ضد المقاومة من خلال منصات التواصل الاجتماعي ومواقع الإنترنت، مستغلة التطورات الميدانية والإنسانية في القطاع لإلقاء اللوم على الفصائل الفلسطينية المسلحة، وخصوصًا حركة حماس والجهاد الإسلامي.

تعمل “خلية افيخاي” على نشر تغريدات ومقاطع فيديو مزيفة، أو منتقاة بشكل مضلل، بهدف التأثير على الرأي العام في العالم العربي والدولي. كما أن هذه الحملة تتجاوز الإعلام التقليدي لتشمل منصات وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يتم تشويه صور القادة الفلسطينيين وعناصر المقاومة بشكل مستمر، مما يساهم في تعميق الصورة السلبية تجاههم.

وفي هذا الإطار، تُستخدم أساليب إعلامية متعددة، بدءًا من تحريف الأخبار وتوجيه الاتهامات الكاذبة إلى تسليط الضوء على بعض الحالات الإنسانية المعزولة في محاولة لتوجيه أصابع الاتهام ضد المقاومة.

الدور الخطير لحملات التحريض

يُعتبر دور حملات التحريض ضد المقاومة في هذه الفترة دورًا بالغ الخطورة، خاصة في ظل الوضع الإنساني المأساوي في قطاع غزة. فبدلاً من توجيه النقد للمحتل الذي يُمارس سياسة الحصار والتجويع، تُوجه الأنظار نحو المقاومة الفلسطينية وتُتهم بأنها جزء من المشكلة.

هذه الحملات لا تقتصر على التقليل من شأن المقاومة، بل تمتد إلى محاولة تقويض الدعم الشعبي داخل فلسطين وخارجها، خاصة في ظل تأثر الشارع الفلسطيني بالعواقب الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن الحصار.

إضافة إلى ذلك، تسعى هذه الحملات إلى إضعاف التحالفات الدولية التي تدعم القضية الفلسطينية من خلال تقديم صورة مشوهة عن المقاومة، وبالتالي تراجع الضغط الدولي على الاحتلال الإسرائيلي لرفع الحصار أو تحسين الوضع الإنساني في القطاع. وهذا يساهم في تشتيت الجهود الشعبية والدولية نحو القضية الفلسطينية، ليبقى الاحتلال بعيدًا عن المحاسبة في ظل الهجمات الإعلامية المستمرة ضد المقاومة.

وعليه من المتوقع أن تتواصل الحملات الإعلامية ضد المقاومة في المستقبل القريب، خاصة في ظل تزايد الضغط على المقاومة لتقديم تنازلات، وسيكون من الضروري أن تعكف المقاومة وحاضنتها الشعبية على مواجهة هذه الحملات من خلال تفعيل استراتيجيات إعلامية مضادة، تكشف حقيقة الوضع في غزة وتوضح أن الاحتلال هو المسؤول الأول عن الأزمات الإنسانية.

ويحث مراقبون على تعزيز التفاعل الشعبي بما يضمن تحشيد الدعم لصالح المقاومة الفلسطينية وتحقيق الأهداف الوطنية. كما أن تعزيز الوعي الشعبي داخل فلسطين وخارجها سيساهم في تقليل تأثير هذه الحملات الإعلامية المضللة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى