معالجات اخبارية

دعوات الانتقام تشتعل والسلطة تسعى لإطفاء نيران الاحتلال

في الوقت الذي تتصاعد فيه نداءات فلسطينيين غاضبين على مواقع التواصل الاجتماعي للانتقام من الاحتلال عبر إشعال الحرائق في الأحراش الإسرائيلية، وفيما ترصد قوات الإنقاذ الإسرائيلية محاولات فعلية لإشعال النيران قرب (أبو غوش ومعاليه هحميشا) غرب القدس، خرجت السلطة الفلسطينية بعرض مستهجن سياسيًا وأخلاقيًا: إرسال فرق إطفاء لمساعدة الاحتلال الإسرائيلي في إخماد نيرانه!.

العار هذا لم يكن مفاجئًا، فقد كشف الصحفي الإسرائيلي “إيلور ليفي” أن السلطة الفلسطينية تقدمت بعرض رسمي لإرسال طواقم إطفاء إلى إسرائيل في أعقاب اشتعال الحرائق قرب المستوطنات، وهو العرض الذي لم تتلق عليه حتى الآن ردًا من الجانب الإسرائيلي.

وهذه ليست المرة الأولى، فالسلطة سبق أن قدّمت خدماتها في إخماد حرائق الكرمل عام 2010، وكذلك في الحريق الكبير الذي اندلع في تلال القدس عام 2021، وكأنها تطمح بدور إقليمي في الدفاع المدني… لكن فقط في “الدولة المحتلة”.

السلطة تسعى لإطفاء نيران الاحتلال

ويأتي هذا العرض الكارثي من السلطة بينما قطاع غزة يعيش منذ أكثر من عام ونصف تحت نيران حرب إبادة إسرائيلية شاملة، حوّلت القطاع إلى ركام، وأدخلت أكثر من مليون فلسطيني في دائرة الجوع والتشرد، وسط انهيار شبه كامل في المنظومة الصحية والخدماتية.

ومع ذلك، ترفض السلطة حتى الآن إعلان غزة “منطقة منكوبة”، وهو التوصيف القانوني الذي قد يفتح الباب أمام تدخل دولي ومساعدات عاجلة، لو كانت هناك إرادة وطنية حقيقية.

لكن السلطة – كما يصفها الشارع الفلسطيني اليوم – لا تُحسن سوى لعب أدوار رمادية، لا تعادي الاحتلال فعلاً، ولا تتضامن مع غزة فعلاً، بل تكتفي بخطاب باهت وتصريحات إعلامية خالية من أي أثر، في الوقت الذي تعرض فيه خدماتها التطوعية لحماية مستوطنات الاحتلال من الحرائق الطبيعية، وكأنها تسعى لغسل صورتها أمام تل أبيب لا أمام شعبها المحاصر.

بين هبّات الشارع وصمت السلطة

بينما تهب موجة غضب واسعة على منصات التواصل الفلسطينية والعربية، ملوّحة بأن النار بالنار تُجابَه، وتدعو إلى إشعال أحراش الاحتلال كرد رمزي على المجازر، تتصرف السلطة الفلسطينية وكأنها جزء من منظومة الدفاع الإسرائيلية، لا طرفًا فلسطينيًا مفترضًا أن يكون منحازًا لشعبه.

وبدلًا من استثمار لحظة سياسية وإنسانية خطيرة، وفضح عجز الاحتلال أمام المجتمع الدولي، تقدّم السلطة نفسها كجهة “إنقاذ” تضع طواقمها تحت تصرف من دمّر غزة وقتل أطفالها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى