دعوات دولية لمحاسبة إسرائيل.. حصار غزة جريمة إبادة ممنهجة

دعت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، أنييس كالامار، المجتمع الدولي، وفي مقدمتهم الاتحاد الأوروبي، إلى التحرك العاجل لوقف الإبادة الجماعية التي تنفذها إسرائيل ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، مؤكدة أن السياسات الإسرائيلية حولت القطاع إلى منطقة خالية تمامًا من الطعام.
وطالبت كالامار بضرورة الضغط على إسرائيل لإدخال المواد الغذائية والمياه والأدوية فورًا، ومحاسبة المسؤولين الإسرائيليين على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي تُرتكب علنًا منذ أكثر من عام ونصف.
مجاعة غزة
ومنذ 2 مارس 2025، فرضت إسرائيل حصارًا خانقًا على غزة عبر إغلاق جميع المعابر، ومنعت دخول أي مساعدات غذائية أو طبية أو إغاثية، ما أدى إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة بحسب تقارير أممية ودولية.
وأكدت كالامار أن الوضع في القطاع “مرعب للغاية”، مشيرة إلى أن جميع وكالات الأمم المتحدة الإنسانية أطلقت نداءات استغاثة، في ظل غياب أي مقومات للحياة.
وقالت:”لم يعد هناك طعام في غزة.. الناس يموتون جوعًا”.
وأشارت إلى أن الفلسطينيين في غزة باتوا يعتمدون بشكل كامل على المساعدات الخارجية، والتي توقفت بسبب الحصار، بينما حولتهم آلة الحرب الإسرائيلية إلى فقراء يعانون الجوع والمرض، وفق تقارير البنك الدولي.
إبادة جماعية علنية بدعم أمريكي
وشددت كالامار على أن ما يجري في غزة منذ 7 أكتوبر 2023، هو إبادة جماعية تُنفذ على مرأى ومسمع العالم، وسط دعم أمريكي مطلق وصمت أوروبي مريب.
وأوضحت أن أكثر من 170 ألف فلسطيني سقطوا بين شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، فيما يُعدّ 11 ألف فلسطيني في عداد المفقودين، مؤكدة أن المجتمع الدولي فشل في وقف هذا المسار الدموي.
انتقاد حاد لصمت أوروبا ومطالبات بمحاسبة نتنياهو
ووجهت كالامار نداءً مباشرًا إلى قادة الاتحاد الأوروبي بضرورة الدفاع عن القيم التي تأسس عليها الاتحاد حقوق الإنسان والقانون الدولي.
وانتقدت الاستعدادات الأوروبية لاستقبال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، رغم صدور مذكرة توقيف بحقه من المحكمة الجنائية الدولية، معتبرة ذلك تطبيعًا مع مجرمي الحرب.
وطالبت الاتحاد الأوروبي باتخاذ موقف واضح لتنفيذ مذكرة التوقيف بحق نتنياهو ووزير حربه السابق يوآف غالانت، اللذين وُجهت لهما اتهامات بارتكاب جرائم حرب في غزة.
القمع في أوروبا والتضامن المحظور
وأعربت كالامار عن قلقها من تنامي القمع ضد المتضامنين مع غزة في أوروبا، وخاصة في ألمانيا، حيث يُجرم التعبير عن التضامن مع الفلسطينيين تحت ذرائع أمنية.
وأكدت أن عدم توصيف ما يحدث في غزة بأنه جريمة إبادة جماعية يعد تواطؤًا، داعية الدول الأوروبية إلى الاعتراف بالحقائق، وتحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية.
واختتمت الأمينة العامة للعفو الدولية تصريحها بالتشديد على ضرورة رفع الحصار المفروض على غزة فورًا، والسماح بدخول الغذاء والماء والدواء بكميات تتناسب مع حجم الكارثة.
وقالت:”الناس يموتون جوعًا.. لا نريد مساعدات رمزية، بل وفيرة. النساء والأطفال يموتون تحت أنظار العالم”.