معالجات اخبارية

اللقاء الصامت: ديرمر في البيت الأبيض يكشف اتساع الفجوة بين نتنياهو وترامب

في زيارة لم يُعلَن عنها رسميًا، التقى وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، المقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض، يوم الخميس، لبحث ملفين شائكين: الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة، والمفاوضات النووية الجارية بين واشنطن وطهران.

الاجتماع، الذي تم في ظل غياب أي إعلان رسمي من الطرفين، عُدَّ مؤشرًا إضافيًا على اتساع الفجوة في التنسيق والثقة بين الحكومة الإسرائيلية وإدارة ترامب بحسب ما أبرز موقع اكسيوس الأمريكي.

وأفادت مصادر مطلعة بأن الاجتماع جاء بعد أيام فقط من مفاجأة تلقاها نتنياهو بإعلان ترامب هدنة أحادية مع جماعة الحوثيين في اليمن، دون تنسيق أو إخطار مسبق لتل أبيب، التي كانت قد شنت غارات واسعة على منشآت حيوية في اليمن ردًا على هجمات حوثية استهدفت مطار بن غوريون.

مسؤول إسرائيلي عبّر بوضوح عن الصدمة قائلاً: “علمنا بوقف إطلاق النار من التلفاز. لم يخبرنا أحد من إدارة ترامب”، وهو ما يعكس درجة متقدمة من انعدام الثقة بين الحليفين، خصوصًا في لحظة حرجة تتطلب تنسيقًا عسكريًا ودبلوماسيًا عالي المستوى.

الأزمة تتجاوز اليمن. فالمفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وإيران التي تُستأنف الأحد المقبل في مسقط، تمثل نقطة خلاف استراتيجية بين الطرفين.

بينما يسعى ترامب لإحياء اتفاق نووي دون اللجوء إلى القوة، يُبدي نتنياهو تشكيكًا متزايدًا في فعالية الدبلوماسية، ويدفع نحو تبني واشنطن خيارًا عسكريًا جادًا ضد طهران، معتبراً أن الوقت ينفد والتهديد الإيراني يتعاظم.

ديرمر، الذي عقد أيضًا اجتماعات مع نائب الرئيس جاك فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ومبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف، حاول إيصال رسالة إسرائيلية واضحة: أي تنازلات لإيران ستُفسر في تل أبيب كخطر استراتيجي، خصوصًا في ظل تصاعد التوترات الإقليمية.

اللقاء مع ترامب وصفته المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت بأنه “خاص”، وهو ما يعكس حساسيته السياسية، خصوصًا أن ترامب يستعد لجولة شرق أوسطية تشمل السعودية وقطر والإمارات، دون المرور بإسرائيل، في تجاهل دبلوماسي غير مألوف لحليف واشنطن التاريخي.

في الخلفية، تلوح تهديدات إسرائيلية بتوسيع الحرب على غزة بشكل غير مسبوق.

فقد حدّدت تل أبيب نهاية زيارة ترامب للمنطقة كموعد نهائي للتوصل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وإلا، فإن خيار “الاحتلال الكامل للقطاع” سيعود إلى الطاولة، بحسب مصادر أمنية إسرائيلية.

وفيما يتفاوض البيت الأبيض مع وسطاء مصريين وقطريين للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح عدد من الأسرى مقابل تهدئة مؤقتة، تصر حركة “حماس” وفصائل المقاومة على ربط ذلك بوقف دائم للحرب.

في المحصلة، يعكس لقاء ديرمر ـ ترامب ما هو أبعد من محادثات ثنائية؛ إنه علامة واضحة على تآكل الثقة بين نتنياهو وترامب، وانكشاف حدود التنسيق في لحظة إقليمية فارقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى