شبكة أفيخاي.. كيف يساهم رمزي حرزالله في تعزيز السردية الإسرائيلية المضللة؟

رمزي حرزالله، الذي يعتبر أحد الوجوه البارزة في الإعلام الموالي للاحتلال الإسرائيلي، لا يكتفي بتبرير الجرائم الإسرائيلية، بل يسعى بكل جهده إلى تزوير الواقع وتقديم الاحتلال على أنه رد فعل مشروع ضد تهديدات وهمية.
منشوراته المتكررة التي تروج لروايات كاذبة عن وجود “عناصر حماس” في مواقع مدنية فلسطينية، تمثل جزءًا من حملة إعلامية موجهة تهدف إلى تشويه الحقائق وإضفاء الشرعية على الهجمات الإسرائيلية التي تستهدف الأبرياء.
وفي هذا السياق، نجد أنه بعد كل مجزرة، يظهر حرزالله ليقدم تبريرًا سخيفًا، لا يعكس سوى تواطؤ ناعم مع الاحتلال، بل ويكشف عن استراتيجية منهجية تهدف إلى تمهيد الطريق للاحتلال لمواصلة جرائمه دون أي رادع.
تبرير القتل نمط متكرر من الأكاذيب
منشورات رمزي حرزالله تتبع نمطًا ثابتًا في تبرير الجرائم الإسرائيلية. بعد كل قصف إسرائيلي على موقع مدني، يظهر حرزالله ليدعي أن الهجوم كان ضد “عناصر حماس” المتواجدين في تلك المواقع، رغم أن القصف استهدف غالبًا أماكن تضم مدنيين عزلًا من أي مقاومة.
فعلى سبيل المثال، بعد قصف مستشفى أو مدرسة أو مخيم للاجئين، كان حرزالله لا يتردد في الادعاء أن حماس كانت تستخدم هذه الأماكن كغطاء عسكري.
ويمتد هذا التبرير ليشمل حتى الكافيهات التي لا تحتوي سوى على طلاب جامعيين، كما ذكر في منشوره الشهير الذي وصف فيه استهداف الكافيهات بسبب “وجود عناصر حماس” و”رواتب الأخضر”.
هذا التبرير يعكس نهجًا إعلاميًا ممنهجًا يسعى إلى إضفاء الشرعية على الهجمات الإسرائيلية، وتحويلها من جرائم حرب إلى ردود فعل مبررة على تهديدات غير موجودة.
تواطؤ أم جهل؟
السؤال الأهم الذي يطرح نفسه هو هل حرزالله يدافع عن هذه الجرائم عن وعي وبدافع تواطؤ مع الاحتلال؟ أم أنه ببساطة يروج لهذه الأكاذيب عن جهل؟ الإجابة تبدو واضحة في تحليل سلوكه المستمر في تبرير قتل الأبرياء وإخفاء الحقيقة.
حرزالله لا يعارض فقط حماس، بل يقوم بتسهيل المهمة على الاحتلال الإسرائيلي من خلال تسويق رواياته المغلوطة التي تساهم في دعم الاحتلال وتثبيت روايته المزيفة.
ومن خلال محاولاته المستمرة لإخفاء الحقيقة، يساهم حرزالله في تقديم الاحتلال ككيان محق، ويجعل من جرائمه مجرد أحداث عادية يمكن فهمها والتغاضي عنها.
لماذا هذا التبرير المتكرر؟
الهدف وراء هذا التبرير المتكرر لا يتعلق فقط بالدفاع عن الاحتلال، بل هو جزء من حملة إعلامية ممنهجة تهدف إلى ترويج سردية الاحتلال في المحافل الدولية.
وعندما يقوم حرزالله بتكرار الادعاء بأن الهجمات الإسرائيلية تستهدف “عناصر حماس” في مواقع مدنية، فإنه يساهم في تغيير الواقع في ذهن المتابعين، ويجعل من الجرائم الإسرائيلية شيئًا يمكن قبوله أو التغاضي عنه.
وهذه الحيلة الإعلامية تعمل على إخفاء الحقيقة وتقديم الاحتلال على أنه مجرد دفاع عن النفس ضد تهديدات خيالية، مما يعزز من شرعية إسرائيل في الساحة الدولية.
التبرير الممنهج للاحتلال
ولا يمكن اعتبار ما يقوم به رمزي حرزالله مجرد اختلاف في وجهات النظر. ما يفعله هو تواطؤ ناعم مع الاحتلال الإسرائيلي، إذ يعمل على تبرير الجرائم التي ترتكب بحق الفلسطينيين، ويُسهم في إضفاء الشرعية على العدوان الإسرائيلي.
وحرزالله ليس مجرد فرد يعبر عن رأي، بل هو جزء من شبكة إعلامية تضم شخصيات وكيانات تهدف إلى تشويه الحقائق وتقديم الاحتلال كقوة دفاعية مشروعة ضد تهديدات وهمية.
وهذا السلوك المستمر في التبرير يساهم في تمرير الجرائم الإسرائيلية ضمن الساحة الإعلامية، مما يتيح للاحتلال فرصة التحرك دون مقاومة، ويقلل من إمكانية حدوث ردود فعل دولية قوية ضد أفعاله.
تواطؤ ضمن شبكة أفيخاي
وما يفعله حرزالله لا يقتصر على كونه مجرد سلوك فردي، بل يتماشى مع أهداف شبكة أفيخاي، التي تعمل تحت إشراف الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي.
وهذه الشبكة تسعى إلى تعزيز السردية الإسرائيلية على منصات التواصل الاجتماعي، وتعميق الانقسامات الفلسطينية من خلال الدعاية المضللة.
حرزالله، الذي يُعتبر أحد الأذرع الإعلامية لهذه الشبكة، يقوم بتكرار نفس الخطاب الذي يبرر القتل الجماعي ويدّعي أن الهجمات على المدنيين هي ردود على تهديدات حماس.
وهذه الروايات الكاذبة هي جزء من الحملة التي تهدف إلى تشويه صورة المقاومة الفلسطينية وتحويل العدوان الإسرائيلي إلى ممارسة دفاعية ضد ما يُزعم أنه تهديد.