معالجات اخبارية

شريكة بحرب غزة.. “غوغل” تحتفي بذكرى نشأة “إسرائيل”

احتفى محرك البحث العالمي الشهير “غوغل” بالذكرى السنوية لنشأة “إسرائيل” على أنقاض أراض فلسطينية احتلها عنوة من خلال قتل وتشريد أهلها الأصليين في العام 1948 بدعم دولي كامل.

وثبت “غوغل” صورة خاصة في محرك البحث، بينما ترتكب “إسرائيل” في قطاع غزة أبشع إبادة جماعية في التاريخ الحديث دون أن يجد ذلك صدى لديها.

وأثارت خطوة الشركة الأمريكية غضبا فلسطينيا واسعا وسط دعوات واسعة لمقاطعة الشركة ومنتجاتها حول العالم والتظاهر أمام مقراتها للعدول عن انحيازها الأعمى ومشاركتها في حرب الإبادة.

يذكر أن شركة “غوغل” للتكنولوجيا طردت مؤخرا نحو 50 موظفاً لديها لتنظيمهم اعتصامات متضامنة مع أهالي قطاع غزة بوجه حرب الإبادة “الإسرائيلية” ومطالبتهم بوقف دعم الشركة لقطاع التكنولوجيا “الإسرائيلية” عبر مشروع ” نيموس”.

لم يقتصر الأمر عند هذا الحد، فقد كشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركي عن أن شركة غوغل عملت على تزويد الجيش الإسرائيلي بأحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي منذ الأسابيع الأولى للعدوان على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023.

وأوضحت الصحيفة في تقرير أن التعاون بين غوغل والجيش الإسرائيلي بدأ عام 2021، حين طلبت “إسرائيل” توسيع استخدامها لخدمة “فيرتيكس” من غوغل لتطوير خدمات بالذكاء الاصطناعي.

وذكرت أن موظفا في غوغل حذر من لجوء الجيش الإسرائيلي إلى خدمات شركة أمازون إن لم يجد ما يطلبه عند عملاق محركات البحث الأميركي.

وقالت إن موظفا طلب منح الوصول إلى تقنية الذكاء الاصطناعي المسماة “جيميناي” للجيش الإسرائيلي، الذي أراد تطوير مساعد ذكاء اصطناعي خاص به لمعالجة الوثائق والصوتيات.

وأوضحت الصحيفة أنه حتى نوفمبر الماضي، عندما كانت الغارات الجوية الإسرائيلية قد حولت أجزاء كبيرة من غزة إلى أنقاض، تُظهر الوثائق أن الجيش الإسرائيلي كان لا يزال يستعين بآخر تقنيات الذكاء الاصطناعي من غوغل.

ونقلت الصحيفة عن موظفة بالشركة أن أكثر من 100 من طواقم غوغل طالبوا الشركة بمراجعة عملها مع الجيش الإسرائيلي إلا أن الشركة تجاهلتهم تماما.

وتقول غوغل إنها تنأى بنفسها عن أجهزة الأمن القومي الإسرائيلية، وكانت قد فصلت أكثر من 50 موظفا العام الماضي بعد احتجاجهم على العقد المعروف باسم “نيمبوس”، خشية من أن تُستخدم تقنيات غوغل في برامج عسكرية واستخباراتية تضر بالفلسطينيين.

وقالت الشركة الأميركية إن عقد نيمبوس مع الحكومة الإسرائيلية “لا يستهدف الوظائف الحساسة للغاية أو السرية أو العسكرية المتعلقة بالأسلحة أو الخدمات الاستخباراتية”.

عقد بالمليارات
وفي 2021 تم اختيار غوغل جنبا إلى جنب أمازون لإبرام عقد “نيمبوس” للحوسبة السحابية بمليارات الدولارات، والذي يهدف إلى إجراء ترقية شاملة لتكنولوجيا الحكومة الإسرائيلية.

وشهدت الصفقة بناء الشركتين المتنافستين مراكز بيانات في “إسرائيل” والموافقة على تقديم برامج وخدمات تخزين سحابية للأقسام الحكومية، وأخبر المسؤولون الإسرائيليون بذلك الوقت وسائل الإعلام المحلية بأن الصفقة ستشمل العمل مع الجيش الإسرائيلي.

وأكدت واشنطن بوست أن الوثائق التي حصلت عليها لا تشير إلى كيفية استخدام الجيش الإسرائيلي لقدرات الذكاء الاصطناعي من غوغل، إلا أنها نقلت تصريحات سابقة للمدير العام للمديرية الوطنية للأمن السيبراني الإسرائيلية جابي بورتنوي، أكد فيها أن عقد نيمبوس يدعم مباشرة التطبيقات القتالية، وقال “تحدث أشياء مذهلة في أثناء القتال، وهذه الأشياء تلعب دورا كبيرا في الانتصار.. لن أفصح عن المزيد”.

ووفقا للصحيفة، يوسع جيش الاحتلال منذ سنوات قدراته في مجال الذكاء الاصطناعي لتسريع معالجة الصور الاستخباراتية واختيار الأهداف العسكرية المحتملة.

وأوضحت أن جيش الاحتلال استعان خلال العدوان على غزة بأداة ذكاء اصطناعي تدعى “هبسورا” تم تطويرها داخليا لتزويد القادة بآلاف الأهداف البشرية والبنية التحتية للقصف.

وبُنيت “هبسورا” على مئات الخوارزميات التي تحلل بيانات من مصادر متعددة، مثل رصد الاتصالات وصور الأقمار الصناعية، بهدف توليد إحداثيات لأهداف عسكرية محتملة. لكن بعض القادة الإسرائيليين أثاروا مخاوفهم بشأن دقة هذه التقنية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى