
اعتبر رئيس تحرير موقع “ميدل إيست آي” الصحفي البريطاني البارز ديفيد هيرست أن قادة الاحتلال الإسرائيلي يعيشون وهمًا بأن حركة حماس قد تقبل بالخروج من غزة مقابل المال، كما فعلت قيادة حركة فتح في الماضي.
وأكد أن هذا الرهان يعكس جهلًا تامًا بطبيعة حماس، التي ترفض الخضوع وتربط مصيرها بمصير فلسطين ذاتها.
الاحتلال يكرر مجازر سربرينيكا ورواندا في غزة
ووصف هيرست ما يتعرض له سكان قطاع غزة من مجازر وقصف وتجويع بأنه غير مسبوق منذ أحداث سربرينيكا أو رواندا، لافتًا إلى أن المجتمع الإسرائيلي يعيش حالة من الانفصال التام عن واقع هذه الكارثة الإنسانية.
ورغم الكارثة، فإن أهالي غزة يواصلون التشبث بأرضهم، ويؤكدون بصمودهم أن فكرة الاستسلام ليست خيارًا مطروحًا.
نتنياهو يعرقل الحلول
وأكد الكاتب أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يمثل عقبة أساسية أمام أي تسوية، بسبب رفضه شروط حماس التي تطالب بانسحاب كامل من غزة والإفراج عن الأسرى.
وأشار إلى أن نتنياهو سبق أن نسف محاولات وساطة أمريكية، مما يؤكد أنه لا يسعى إلى إنهاء الحرب بل إلى تمديدها لأهداف سياسية.
الهوية الدينية والالتزام بالأقصى
وأوضح هيرست أن الفرق الجوهري بين حماس وفتح يكمن في الهوية الدينية، فالهجوم على المسجد الأقصى كان الشرارة التي فجرت المواجهة الأخيرة، ودفع عناصر الحركة إلى الصمود رغم فقدانهم صفوفًا قيادية وأعدادًا كبيرة من الكوادر.
ورغم الدمار الهائل، يلفت هيرست إلى أن حماس نجحت في إعادة القضية الفلسطينية إلى صدارة الاهتمام الدولي.
فقد شهد الرأي العام الغربي تحولًا كبيرًا، تجلى في استطلاع رأي حديث أظهر أن 53% من الأمريكيين ينظرون الآن إلى “إسرائيل” بشكل سلبي.
الانسحاب قبل فوات الأوان
واختتم هيرست مقاله بالتأكيد على أن “إسرائيل” لن تنهي المقاومة باستخدام القوة العسكرية، مشددًا على أن استمرار العدوان على غزة يضرّ بمكانة الاحتلال دوليًا، ويدفع العديد من الدول الأوروبية للاعتراف بدولة فلسطين، داعيًا إلى الانسحاب قبل فوات الأوان.
واستأنف جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر يوم 18 آذار/مارس 2025، عدوانه وحصاره المشدد على قطاع غزة، منهياً بذلك هدنة استمرت شهرين بموجب اتفاق وقف إطلاق نار دخل حيّز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير الماضي.
ورغم الاتفاق، واصلت “إسرائيل” خرق بنوده طيلة فترة التهدئة.
ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وبدعم أميركي وأوروبي، ترتكب قوات الاحتلال إبادة جماعية في قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 168 ألف فلسطيني، غالبيتهم من الأطفال والنساء، فيما لا يزال أكثر من 14 ألف شخص في عداد المفقودين.