أولوية عباس ضمان أمنه الشخصي وعائلته دون اعتبار للفلسطينيين
يظهر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أولوية وحيدة: ضمان أمنه الشخصي وعائلته دون اعتبار للفلسطينيين الذين يتعرضون لأبشع حرب إبادة جماعية وعدوان إسرائيلي في التاريخ الحديث.
وقد نشر جهاز الحرس الرئاسي للسلطة خبرا اليوم السبت بشأن استقبال عباس قائد الحرس الرئاسي الجديد اللواء محمد الدعاجنه، والمستشار العسكري اللواء منير الزعبي، بحضور كبار ضباط الحرس الرئاسي.
وحسب الخبر جرى اليوم مراسم تسليم وتسلم قيادة جهاز الحرس الرئاسي، إذ تسلم اللواء محمد الدعاجنه مهامه الجديدة قائدا للجهاز خلفا للواء منير الزعبي، وذلك خلال مراسم عسكرية رسمية أقيمت في مقر المقاطعة في مدينة رام الله.
وحضر المراسم، تشكيلات من حرس الشرف وضباط الحرس الرئاسي، حيث ألقى اللواء الزعبي كلمة عبّر فيها عن ثقته بقدرة اللواء الدعاجنه على قيادة الجهاز، متمنيا له التوفيق في مهمته الجديدة.
وجاءت هذه التغييرات في خضم حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة للعام الثاني على التوالي والتي تقاعس عباس حتى اليوم عن القيام بأي دور عملي أو ملموس لوقفها وحماية المواطنين في القطاع.
كما جاءت في خضم تصعيد غير مسبوق لعدوان الاحتلال الإسرائيلي على الضفة الغربية المحتلة وإرهاب المستوطنين المتصاعد على مختلف القرى والبلدات دون أي دور لأجهزة أمن السلطة في التصدي له أو مجابهته.
وعباس الذي اعترف علنا في السابق أنه يعيش تحت بساطير الاحتلال الإسرائيلي، كان ولا يزال يظهر أولوية وحيدة في سياساته تقوم على ضمان أمنه وعائلته وحاشيته من المسئولين دون أي اعتبار للشعب الفلسطيني الذي يذبح ليلا ونهارا من الاحتلال.
وبينما يروج عباس لنفسه رئيسيا لما يطلق عليه دولة فلسطين ولا يجد حرجا في التفاخر بحرسه وقواته الأمنية، فإن أصغر مجندة في جيش الاحتلال قادرة على إعاقة موكبه ومنعه من التحرك من محيط المقاطعة في رام الله.
لكن عباس الذي أكد مرارا أن التنسيق الأمني مع الاحتلال مقدس ولا بديل عنه وأنه ضد كل أشكال المقاومة لتحرير الشعب والأرض، يجد في ضمان أمنه وسلامته أقصى أولوية ويسخر الميزانيات المالية الضخمة خدمة لذلك.
يكرس بذلك حدة الهوة العميقة بين عباس وقيادات السلطة من جهة والشعب الفلسطيني وفصائله وهيئاته الشعبية. وليس أدل على ذلك المطالبة المستمرة منذ سنوات من الغالبية العظمى من الفلسطينيين بالمطالبة باستقالة رئيس السلطة وتنحيه من منصبه.
وهذه الهوة العميقة مع شعبه، قد تفسر بجلاء نهج عباس في تشديد الحراسات على مقر المقاطعة وحقيقة أنه لا يزور أي مدينة في الضفة الغربية باستثناء رام الله وبيت لحم في المناسبات الدينية، إدراكا منه بأنه مجرد رئيس للمقاطعة وموظف بدرجة عليا لدى الاحتلال فقط.