
تظاهر مئات السوريين واللاجئين الفلسطينيين، يوم الجمعة، في العاصمة السورية دمشق وفي مخيمات اللاجئين، رفضًا لزيارة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
وردد المتظاهرون هتافات غاضبة، من أبرزها: “يا عباس برا برا.. رام الله راح تبقى حرة”، في رسالة مباشرة برفضهم لسياسات السلطة وتمثيلها.
نتنياهو يُهين عباس ويمنعه من السفر جوًا إلى دمشق
قبل ساعات من التظاهرات، وجّه الاحتلال الإسرائيلي صفعة سياسية لعباس، حيث رفض رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو منح الإذن لمروحية أردنية بالهبوط في رام الله لنقله جوًا إلى دمشق.
وبحسب إذاعة جيش الاحتلال، فقد اضطر عباس إلى السفر برًا من رام الله إلى معبر الكرامة ثم إلى الأردن، ومنها إلى سوريا جوًا، بعد تأخير مغادرته لرام الله لنحو خمس ساعات.
تمثيل السلطة لفلسطينيي سوريا
ويأتي الغضب الشعبي في سوريا نتيجة تهميش السلطة الفلسطينية للاجئيها هناك لسنوات طويلة.
وقد شهدت الأسابيع الماضية اعتصامات حاشدة في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين رفضًا لتمثيل سفارة السلطة لهم، في ظل اتهامات للسلطة بالانحياز للنظام السوري وتجاهل مآسي الفلسطينيين خلال الحرب السورية.
السلطة تفرّط بحقوق فلسطينيي سوريا
وفي السياق، قال المحلل السياسي ماهر الشاويش إن تمثيل فلسطينيي سوريا بات تحديًا خطيرًا للسلطة الفلسطينية، محذرًا من أن استمرار هذا النهج قد يدفع دمشق إلى الاعتراف بجهات بديلة لتمثيل الفلسطينيين بحكم الأمر الواقع.
أما الصحفي الفلسطيني ماهر حجازي، فأكد أن السلطة الفلسطينية تعاملت مع ملف فلسطينيي سوريا وفق مصالحها الخاصة، حيث تنازلت عن حقوقهم مقابل استرجاع مقرات تابعة لها كانت بيد النظام السوري، مشيرًا إلى أن انحياز عباس للنظام خلال الثورة السورية جعل اللاجئين الفلسطينيين في سوريا يرفضون تمثيله لهم بشكل قاطع.
ورأى المحلل السياسي ماهر شاويش أن زيارة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى دمشق تأتي في إطار اختبار موقف الإدارة السورية الجديدة من شخصه ومن سلطته، خصوصاً فيما يتعلق بملف فلسطينيي سوريا، الذي لا يزال يُشكل نقطة حساسة في العلاقة بين الجانبين.
وقال شاويش في تصريح صحفي إن عباس ربما يحمل في جعبته “مقاربة معينة” للتعاطي مع هذا الملف، لكنه بحاجة لاستكشاف موقف دمشق منها، في حال لم يكن قد ناقشها سابقاً خلال الزيارة الماضية.