أعادت محاولة تنفيذ عملية استشهادية داخل عمق الاحتلال الإسرائيلي في مدينة تل أبيب، مساء الأحد، إلى الذاكرة العمليات المؤلمة التي نفذتها المقاومة الفلسطينية خلال انتفاضة الأقصى وشكلت ضربات نوعية للاحتلال.
وقالت الشرطة الإسرائيلية، إن التفجير الذي وقع في تل أبيب “عملية عدائية”، فيما أعلنت كتائب القسام وسرايا القدس تبنيها للعملية الاستشهادية.
وتأتي هذه العملية في ظل حرب يحاول الاحتلال الإسرائيلي من خلاله ترمير صورة الأمن والردع، وتأتي أيضاً بعد توقف العمليات لسنوات داخل الاحتلال وخاصة مدينة تل أبيب، مما يطرح تساؤلات حول احتمالية عودتها من جديد.
عودة العمليات
من جانبه، رأي الباحث في الشؤون السياسية والاستراتيجية سعيد زياد، أن العمليات الاستشهادية داخل الاحتلال الإسرائيلي والتي انطلقت في بداية انتفاضة الأقصى رداً على مجازر وقتل المدنيين، يمكن أن تعود.
وأوضح زياد، أن ما فعلته إسرائيل من التطهير العرقي بحق الشعب الفلسطيني وسرقة الأراضي وتدمير الممتلكات والحرب الوحشية التي تشنها على غزة يؤكد أن هذه العمليات ستعود مجدداً وهناك قرار بذلك.
وشدد على أن، هذه العملية الاستشهادية تمثل هزيمة لجهد عسكري وأمني استمر لعشرين عاماً للاحتلال، وتمثل نجاحاً كبيراً على صعيد التوقيت والمكان وتجاوز المنظومة الأمنية المعقدة.
وبين سعيد زياد، أن العمليات الاستشهادية من شأنها أن تحدث انعطافة في الحرب وهو الهدف منها، مشيراً إلى أن العملية رغم أنها لم تنفذ كما خطط لها إلا أنها كشفت هشاشة الأمن الإسرائيلي رغم الإجراءات المشددة، وتفضح فشل سياساته.
الردع الكاذب
ولفت إلى أن، رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يرى أنه يمكن تحمل تكلفة الحرب مع غزة والبقاء في حالة من الاستنزاف المنطقي الذي سيسمح مع الوقت بتغيير الوضع الاستراتيجي في غزة إلى الأبد وهو ما ثبت فشله حتى الآن.
وشدد سعيد زياد، على أن الردع والنصر المطلق الذي رفعه نتنياهو كشعار للحرب أثبت فشله مع حزب الله في لبنان منذ بداية الحرب وحتى الآن، كذلك في غزة وفي الضفة التي تشهد زيادة في العمليات، إضافة لعملية تل أبيب الأخيرة.
وتابع “عملية تل أبيب تمثل انعطافة خطيرة في أمن الكيان، وتجعل بالتوازي مع القتال المستمر في غزة إسرائيل دولة غير صالحة للنصر ولا الحسم ولا الردع ولا حتى صالحة للبقاء”.
انتقال العمليات إلى قلب الاحتلال
من جانبه، قال الكاتب المختص في الشأن الإسرائيلي، إيهاب جبارين، إن “اسرائيل” موجودة بين العقلية الأمنية والشعبوية، وتدرك العقلية الأمنية أن استمرار الضغط العسكري سيرفع من إحتمالية عودة العلميات.
ولفت جبارين، إلى أن العمليات منذ 2006 لم تنتهي لكنها كانت محصورة داخل الضفة الغربية المحتلة، وكانت تتعامل معها اسرائيل وكأنها في الساحة الخلفية.
وأوضح، أن عملية تل أبيب الأخيرة نقلت المعركة إلى داخل “إسرائيل” وعليها أن تتعامل مع توسعها إلى قلبها رغم الإجراءات الأمنية المشددة.
والاثنين، أعلنت كتائب القسام بالاشتراك مع سرايا القدس تنفيذ العملية الاستشهادية في مدينة “تل أبيب”، مؤكدة أن العمليات بالداخل المحتل ستعود للواجهة طالما تواصلت مجازر الاحتلال وعمليات تهجير المدنيين واستمرار سياسة الاغتيالات.