معالجات اخبارية
أخر الأخبار

غزة تحت النار وعباس منشغل بالتوتر بين الهند وباكستان

في خطوة أثارت الكثير من الاستغراب والسخرية في الشارع الفلسطيني، أصدرت السلطة الفلسطينية في رام الله بيانًا عبرت فيه عن قلقها من “التطورات الخطيرة” بين باكستان والهند، بعد تبادل الضربات الصاروخية والجوية فجر اليوم.

ودعت السلطة الجانبين الهندي والباكستاني إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس، وتغليب لغة الحوار والدبلوماسية لحل الخلافات بينهما، محذرة من أن استمرار التصعيد قد يؤدي إلى انعكاسات سلبية على المنطقة والعالم بأسره.

السلطة في رام الله قلقها على باكستان والهند بينما تترك غزة تُباد
السلطة في رام الله قلقها على باكستان والهند بينما تترك غزة تُباد

التناقض مع الواقع الفلسطيني

لكن هذا الموقف الذي بدا للعديد من الفلسطينيين مبالغًا فيه، أثار حالة من السخرية والاستفزاز لدى الشارع الفلسطيني.

ففي الوقت الذي تنشغل فيه السلطة بالقلق على التطورات في مناطق بعيدة، يواجه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والشمال الغربي من الضفة الغربية مأساة إنسانية مروعة، حيث يتعرض يوميًا لعدوان الاحتلال الإسرائيلي الذي يواصل تنفيذ الهجمات الجوية والصاروخية.

العدوان الإسرائيلي على غزة

وفي 18 آذار/مارس 2025، استأنف الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة بعد فترة تهدئة استمرت شهرين، بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير.

ولكن على الرغم من الاتفاقات التي كانت تهدف إلى وقف التصعيد، استمر الاحتلال في خرق بنود الاتفاق، مما أدى إلى تدهور الأوضاع بشكل أكبر.

وارتكب الاحتلال الإسرائيلي إبادة جماعية بحق الفلسطينيين منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، حيث أسفرت الهجمات عن استشهاد أكثر من 172 ألف فلسطيني، بينهم آلاف الأطفال والنساء.

السلطة الفلسطينية وعجزها عن دعم غزة

وفي الوقت الذي تتصاعد فيه الأزمة الإنسانية في غزة، تبقى السلطة الفلسطينية في رام الله عاجزة عن اتخاذ خطوات عملية لدعم شعبها.

وبدلاً من أن تتحرك لتوفير الحماية للمواطنين الفلسطينيين في القطاع أو حتى الضغط على المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته، تقتصر السلطة على إصدار تصريحات إعلامية تدعو إلى الحوار والدبلوماسية، بينما يواصل الاحتلال الإسرائيلي جرائمه.

وهذه المواقف المستفزة لا تقتصر على الغضب الذي يشعر به الشعب الفلسطيني تجاه موقف السلطة، بل تظهر أيضًا عجز القيادة الفلسطينية عن تقديم الدعم الفعلي للقطاع في مواجهة آلة القتل الإسرائيلية.

الفجوة بين المواقف السياسية والواقع المعاش

إن المواقف السياسية للسلطة الفلسطينية، التي تظهر انشغالاً بالأزمات الدولية، لا تزد الوضع الفلسطيني إلا تأزماً.

في حين أن السلطة تعرب عن قلقها إزاء تطورات الأوضاع بين باكستان والهند، فإنها تغض الطرف عن المجازر المستمرة في غزة.

ومع تواصل قتل الأبرياء في القطاع، يزداد تساؤل الفلسطينيين حول موقف السلطة الفلسطينية، التي ترفع صوتها في قضايا بعيدة بينما تترك شعبها يواجه القتل والإبادة في وطنه دون تحرك حقيقي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى