تحليلات واراء

الغارديان: غالبية الفلسطينيين ينظرون إلى فتح بوصفها حركة فاسدة

قالت صحيفة الغارديان البريطانية إن غالبية الفلسطينيين ينظرون إلى فتح بوصفها حركة فاسدة، وذلك في معرض تعليقها على تعيين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، القيادي في فتح حسين الشيخ نائبًا له.

وذكرت الصحيفة أن تعيين حسين الشيخ نائبًا لرئيس منظمة التحرير الفلسطينية لا يضمن له أن يكون الرئيس الفلسطيني القادم لكنه يجعله المرشح الأوفر حظًا بين السياسيين المخضرمين في حركة فتح المهيمنة، الطامحين لخلافة عباس البالغ من العمر 89 عامًا.

وبحسب الصحيفة فإنه “من غير المرجح أن تؤدي هذه الخطوة إلى تعزيز صورة فتح بين غالبية الفلسطينيين باعتبارها حركة مغلقة وفاسدة ومنفصلة عن عامة الناس”.

وأشارت الصحيفة إلى أن عباس لا يزال يأمل أن يلعب دورًا رئيسيًا في غزة ما بعد حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية.

وقد تعرض لضغوط من حلفائه الغربيين والعرب لإعادة تأهيل السلطة الفلسطينية، التي تتمتع بحكم ذاتي محدود في أجزاء من الضفة الغربية المحتلة.

ومنظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل المعترف به دوليًا للشعب الفلسطيني، وتشرف على السلطة الفلسطينية المدعومة من الغرب. وقد قاد عباس كلا الكيانين لعقدين من الزمن.

وبموجب القرار الذي اتخذ الأسبوع الماضي، فإن نائب الرئيس الجديد، القادم من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية التي تضم 16 عضوا، سوف يخلف عباس في منصب القائم بأعمال الرئيس إذا توفي الرئيس أو أصبح عاجزا عن أداء مهامه.

وهذا سيجعله المرشح الأوفر حظًا لخلافة عباس بشكل دائم، وإن لم يكن ذلك مضمونًا. ويتعين على اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الموافقة على هذا التعيين، وهي هيئة زاخرة بسياسيين مخضرمين يرون أنفسهم مرشحين جديرين.

في هذه الأثناء، سيكون للسلطة الفلسطينية رئيسٌ مؤقتٌ منفصل، هو روحي فتوح، رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني المعطل. ولكن في غضون 90 يومًا، سيتعين عليها إجراء انتخابات. وإذا تعذر ذلك، فمن المرجح أن يتولى رئيس منظمة التحرير الفلسطينية الجديد المنصب.

وأبرزت الغارديان أن الشيخ، البالغ من العمر 64 عامًا، شغل مناصب عليا على مدى عقود، كان آخرها أمينًا عامًا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية على مدار السنوات الثلاث الماضية.

كما لفتت إلى أن الشيخ يعتبر أقرب مساعدي عباس، والأهم من ذلك، أنه يحافظ على علاقات عمل جيدة بما في ذلك التنسيق الأمني والمدني مع دولة الاحتلال الإسرائيلي ودول التطبيع العربي.

ونبهت إلى بصفته ممثل السلطة الفلسطينية لدى دولة الاحتلال، يتولى الشيخ مسؤولية ترتيب تصاريح السفر المرغوبة للفلسطينيين، بمن فيهم كبار الشخصيات، مما يمنحه نفوذًا مهمًا على منافسيه.

ومع ذلك، قالت الغارديان إن استطلاعات الرأي تُظهر أن الشيخ، شأنه شأن معظم قادة فتح، لا يحظى بشعبية كبيرة لدى عامة الرأي العام الفلسطيني، فيما من المرجح أن يُعزز القرار الذي اتخذته قيادة منظمة التحرير الفلسطينية المُسنّة هذا الأسبوع، خلف الأبواب المغلقة، صورتها كقيادة جامدة ومنعزلة عن الواقع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى