معالجات اخبارية

منظمة دولية تبرز واقع الحياة في فخ الموت الذي يسمى غزة

أبرزت منظمة أطباء بلا حدود الدولية واقع “الحياة في فخ الموت الذي يسمى غزة” في ظل تواصل حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من 14 شهرا.

ونبهت المنظمة إلى أن الحرب الإسرائيلية على غزة أسفرت حتى الآن عن استشهاد أكثر من 45 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 107 آلاف آخرين وتشريد ما يقرب من 1.9 مليون شخص – أي 90% من السكان – وفقًا لوزارة الصحة في غزة.

وأكدت المنظمة أن القوات الإسرائيلية ” تسحق شعبًا بأكمله تحت القنابل والأنقاض”.

وقد شهدت منظمة أطباء بلا حدود 14 شهراً من الهجمات المتكررة على المدنيين، وتفكيك البنية التحتية المدنية الأساسية بما في ذلك مرافق الرعاية الصحية، والحرمان المنهجي من المساعدات الإنسانية، والتي يبدو أنها تدعم الحملة الإسرائيلية لتفكيك نسيج المجتمع في غزة.

استهداف ممنهج لعمال الأغاثة

خلال 12 شهرا الأولى من الهجمات الإسرائيلية، تحمل موظفو أطباء بلا حدود أنفسهم 41 هجوماً وحادثاً عنيفاً، بما في ذلك الغارات الجوية والقصف والتوغلات العنيفة في المرافق الصحية؛ وإطلاق النار المباشر على ملاجئها وقوافلها ؛ والاعتقال التعسفي من قبل القوات الإسرائيلية.

وقد قُتل ثمانية من زملاء أطباء بلا حدود والعديد من أفراد أسرهم؛ وأصيب العديد غيرهم. واضطر العاملون الطبيون والمرضى على حد سواء إلى إخلاء المرافق الصحية على وجه السرعة في 17 مناسبة منفصلة، ​​وكثيراً ما كانوا يركضون حرفياً لإنقاذ حياتهم. ولم تتمكن منظمة أطباء بلا حدود من استئناف أنشطتها إلا في ثلاث مرافق.

وطوال فترة الهجوم، منعت القوات الإسرائيلية دخول المواد الأساسية مثل الغذاء والمياه والإمدادات الطبية إلى القطاع.

كما منعت أو أخرت أو استغلت المساعدات الإنسانية، وسمحت بدخول كميات ضئيلة من المساعدات إلى غزة مع تجاهل تام للاحتياجات الفعلية ومستوى معاناة السكان.

اضطر آخر مستشفى الأورام المتبقي في غزة إلى الإغلاق بعد نفاد الوقود منه في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني 2023. واضطرت فرق أطباء بلا حدود إلى إجراء عمليات جراحية دون تخدير كافٍ. وتزداد عواقب هذه العوائق ضررًا بسبب تفرد الحرب التي تُشن على منطقة محاصرة لا يستطيع أحد الهروب منها.

وقد تسبب العنف الذي أطلقته القوات الإسرائيلية في أضرار جسدية ونفسية على نطاق من شأنه أن يرهق أي نظام صحي يعمل، ناهيك عن نظام دمر بالفعل بسبب هجوم ساحق وحصار دام 17 عامًا.

وحتى منتصف أكتوبر، لم يعد يعمل سوى 17 مستشفى من أصل 36 مستشفى في غزة بشكل جزئي، على الرغم من أن القتال المستمر غالبًا ما يجعلها بعيدة عن متناول أولئك الذين يحتاجون إليها. أما المستشفيات التسعة عشر الأخرى فهي خارج الخدمة.

إن طلب الرعاية الصحية خارج غزة أصبح صعباً للغاية بسبب السلطات الإسرائيلية. ففي الفترة ما بين إغلاق معبر رفح في أوائل مايو/أيار 2024 وسبتمبر/أيلول 2024، لم يُسمح سوى لـ 229 مريضاً بالإجلاء ــ وهذا يعادل 1.6% من أولئك الذين كانوا في حاجة إليها في ذلك الوقت.

الإخلاء القسري وتداعياته

لقد دفع النزوح القسري الناس إلى ظروف معيشية لا تطاق: فهم محشورون في خيام مؤقتة مصنوعة من الخردة، ويعانون من الحرمان من الماء والغذاء.

وتشير الأمراض الرئيسية التي لاحظتها فرق أطباء بلا حدود التي تدعم الرعاية الصحية الأولية – مثل أمراض الجلد والتهابات الجهاز التنفسي العلوي والإسهال – إلى الظروف الصحية المروعة. كما تعطلت برامج التطعيم وأصبح خطر تفشي الأمراض حقيقيًا. وقد تفاقم الوضع مع حلول أشهر الشتاء.

وحتى لو انتهى الهجوم اليوم، فإن تأثيره الطويل الأمد سيكون غير مسبوق، نظراً لحجم الدمار والتحديات الفريدة التي يواجهها تنظيم الرعاية الصحية في غزة.

إن المجتمع بأكمله يحتاج إلى إعادة البناء، في حين يتعامل مع عدد مذهل من جرحى الحرب الذين قد يحتاجون إلى سنوات من إعادة التأهيل ويتعرضون لخطر العدوى والبتر والإعاقة الدائمة.

وإن الصدمة النفسية الناجمة عن العنف، وفقدان أفراد الأسرة والمنازل، وظروف المعيشة الشاقة، والنزوح المتكرر، تمثل حاجة هائلة وعاجلة، والتي سوف تمتد لأجيال.

وأكدت المنظمة أن التأثير البيئي للحرب من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم المخاطر الصحية طويلة الأجل.

ويمكن تقدير عدد الوفيات الزائدة بسبب الحرب – بما في ذلك تلك الناجمة عن انهيار الرعاية الصحية وسوء التغذية وتفشي الأمراض – بشكل متحفظ بنحو 186000 (بما في ذلك 148000 حالة وفاة غير مباشرة)، وفقًا لمجلة لانسيت. في صراعهم من أجل البقاء، محاصرين في منطقة حرب بدون مساحة آمنة ولا مخرج في الأفق، يعيش الناس في غزة في فخ الموت.

وفي شمال القطاع على وجه الخصوص، يشكل الهجوم العسكري الأخير مثالاً واضحاً على الحرب الوحشية التي تشنها القوات الإسرائيلية على غزة، ونحن نشهد علامات واضحة على التطهير العرقي حيث يتم محو الحياة الفلسطينية من المنطقة.

وتتفق الملاحظات المباشرة للكارثة الطبية والإنسانية التي حلت بغزة مع الأوصاف التي قدمها عدد متزايد من الخبراء القانونيين والمنظمات التي خلصت إلى أن الإبادة الجماعية تحدث في غزة.

وأكدت المنظمة أنه لابد من تطبيق وقف إطلاق نار فوري ومستدام، ووقف التدمير الكامل للحياة الفلسطينية في غزة وكل ما يشكل نسيج المجتمع.

كما شددت على أن هذا التقنين المخجل والمتطرف للمساعدات الإنسانية في قطاع غزة لابد وأن يتوقف. ويتعين على إسرائيل أن تنهي حصارها لغزة وأن تفتح الحدود البرية الحيوية، بما في ذلك معبر رفح، لضمان إيصال المساعدات الإنسانية والطبية على نطاق واسع. ويتعين على (إسرائيل) أن تتخذ كل الخطوات اللازمة لضمان وصول المساعدات العاجلة إلى المحتاجين إليها، بما في ذلك وقف الإجراءات التي من شأنها تعطيل قدرات إنفاذ القانون داخل قطاع غزة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى