معالجات اخبارية

في فرنسا.. تهمة “الترويج للإرهاب” سلاح لإسكات متضامني غزة

اتهم المحامي الفرنسي رفيق شكات سلطات بلاده باستخدام تهمة “الترويج للإرهاب” كسلاح سياسي لإسكات الأصوات التي تنتقد السياسات الإسرائيلية، خاصة في ظل العدوان المتواصل على قطاع غزة.

وأكد أن هذه التهم باتت تُستخدم بشكل متكرر ضد شخصيات عامة وناشطين وأكاديميين، في سياق سياسي يشهد تضييقًا متزايدًا على الحريات.

محاكمة بسبب منشورات عن غزة

ويمثّل المفكر الفرنسي فرانسوا بورغا أبرز ضحايا هذه السياسة، إذ جرى توقيفه في 9 يوليو/تموز 2024 في مدينة إيكس أون بروفانس بعد نشره تعليقات على منصة “إكس” ينتقد فيها العدوان الإسرائيلي على غزة.

وأُفرج عنه لاحقًا، لكنه خضع للمحاكمة في 24 أبريل بتهمة “الترويج للإرهاب”، وطالبت النيابة بسجنه 8 أشهر مع وقف التنفيذ وتغريمه 4 آلاف يورو ومنعه من استخدام “إكس” لمدة 6 أشهر، فيما يُنتظر صدور الحكم في 28 مايو/أيار.

وشدد شكات على أن القضية لا تتعلق فعليًا بالإرهاب، بل بمواقف بورغا من القضية الفلسطينية.

وأوضح أن الاتهامات تستند إلى 3 منشورات أبرزها تفضيله قادة حركة حماس على الحكومة الإسرائيلية، مستشهدًا بمقتطفات من كتابه “فهم الإسلام السياسي” الصادر عام 2016 والمترجم إلى 12 لغة.

وأكد أن القضية أُحيلت إلى النيابة بناءً على بلاغ من جهاز الاستخبارات الداخلية الفرنسي، في ظل اهتمام خاص من جهات داعمة لإسرائيل مثل المجلس اليهودي الأوروبي.

حملة أوسع تستهدف متضامنين مع غزة

المفكر بورغا ليس وحده، إذ أشار شكات إلى أن حملة الملاحقات القانونية تصاعدت منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 ضد المتضامنين مع غزة، وامتدت إلى شخصيات معروفة مثل النائبة الأوروبية ريمة حسن والسياسي أنس كزيب، إضافة إلى نشطاء ومواطنين عاديين.

وأكد أن ما يظهر في الإعلام لا يعكس حجم الحملة الحقيقي، فهناك عشرات التحقيقات الجارية وملاحقات لم تُعلن بعد.

القانون الفرنسي سلاح ضد حرية التعبير

واعتبر شكات أن القانون الفرنسي الخاص بمكافحة “الدعاية الإرهابية” أُفرغ من مضمونه، ويُستخدم حاليًا كأداة لتقييد حرية التعبير.

وأشار إلى أن المفكر بورغا الذي شارك سابقًا في جلسات للبرلمان الفرنسي والناتو يُحاكم اليوم فقط لأنه عبّر عن رأيه بشأن العدوان على غزة.

وقال: “إن لم تتماشَ وجهة نظرك مع الرواية الإسرائيلية، فقد تُتهم بالترويج للإرهاب”.

مفارقة فرنسية صارخة

وختم شكات حديثه بالإشارة إلى التناقض في موقف فرنسا التي تعلن دعمها للباحثين المضطهدين في الخارج، لكنها في الوقت نفسه تحاكم أحد أبرز مفكريها بسبب موقفه السياسي.

وقال إن هذه القضية تشكّل اختبارًا خطيرًا لحرية التعبير في بلدٍ يُفترض أنه مهد الديمقراطية.

العدوان الإسرائيلي على غزة مستمر

وتأتي هذه المحاكمة في وقت يواصل فيه الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب مجازر بحق الفلسطينيين في غزة، بدعم أمريكي مطلق، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وقد أسفرت هذه الحرب عن أكثر من 170 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود تحت الأنقاض، في ظل حصار خانق وانهيار كامل في البنية التحتية والخدمات الإنسانية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى