انتقادات لسياسات حكومة نتنياهو: فريدمان يحذر من تقويض مصالح واشنطن

في مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز، وجه الصحفي توماس فريدمان انتقادات لاذعة لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مؤكداً أن السياسات التي يتبعها نتنياهو تهدد مصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
فريدمان، الذي لطالما اعتُبر من أبرز المحللين السياسيين في الولايات المتحدة، أشار إلى أن موقف نتنياهو العدائي تجاه الفلسطينيين ورفضه فتح حوار مع السلطة الفلسطينية يمثل تحديًا كبيرًا لأمريكا وحلفائها.
وكتب فريدمان في مقاله: “أولويات حكومة نتنياهو تتمثل في ضم الضفة الغربية وطرد الفلسطينيين من غزة، بينما تبتعد عن سعي أمريكا المتواصل لتحقيق السلام في المنطقة”.
ويضيف فريدمان أنه على الرغم من أن الشعب الإسرائيلي لا يزال يرى نفسه حليفًا للولايات المتحدة، فإن الحكومة الحالية “اليمينية المتطرفة والمسيانية” لا تضع السلام مع جيرانها العرب في مقدمة أولوياتها.
كما شدد على أن “هذه الحكومة لا تسعى إلى تحقيق الأمن أو التعايش، بل تركّز على ضم الأراضي الفلسطينية وإعادة بناء المستوطنات”.
نتنياهو يرفض فرص السلام مع السعودية
واحدة من أبرز القضايا التي أشار إليها فريدمان هي فرص تطبيع العلاقات بين دولة الاحتلال والسعودية.
ففي الوقت الذي كانت فيه الولايات المتحدة تأمل في تحقيق تقدم نحو اتفاق سلام يضمن مصالحها الجيوسياسية في المنطقة، كان نتنياهو يرفض فتح قنوات الحوار مع الفلسطينيين.
وهو ما أدي إلى قيام الولايات المتحدة والسعودية بالمضي قدمًا في مبادرات التعاون النووي دون أن تكون إسرائيل جزءًا منها.
وقد اتهم فريدمان نتنياهو بتقديم “مصالحه الشخصية على مصالح إسرائيل والولايات المتحدة”، مشيرًا إلى أن هذه الحكومة تقوّض الهيكل الأمني الذي أسسته الولايات المتحدة في المنطقة.
استعدادات لاحتلال دائم في غزة
فيما يخص غزة، حذر فريدمان من أن خطة نتنياهو لإعادة اجتياح القطاع ستؤدي إلى مزيد من الدمار، دون وجود خطة واضحة لتمكين بديل معتدل للفلسطينيين.
وقال فريدمان: “نتنياهو ليس مهتمًا بإيجاد حل للفلسطينيين، بل يسعى إلى إقامة احتلال دائم في غزة”.
وأشار فريدمان إلى تصريحات وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش التي قال فيها: “نحن نحتل غزة لنمكث فيها”، محذرًا من أن هذه الاستراتيجية قد تؤدي إلى المزيد من جرائم الحرب والدمار في غزة، فضلًا عن تداعياتها السلبية على استقرار الدول المجاورة مثل الأردن ومصر.
كما نبه فريدمان إلى أن سياسات نتنياهو قد تُعَرِّض التحالفات الأمريكية في المنطقة للخطر. إذ يخشى كل من الأردن ومصر من أن تؤدي سياسات إسرائيل إلى تدفق اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهما، وهو ما قد يزعزع استقرار حكوماتهما.
واختم فريدمان مقاله محذرًا الرئيس الأمريكي من أنه إذا استمر الوضع على حاله، فإن الأجيال القادمة من اليهود قد ينشأون في عالم تُعتبر فيه الدولة اليهودية “دولة منبوذة”.