
منذ بداية الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تكشفت العديد من الحقائق الصادمة حول دور الشركات الكبرى في تمكين هذه الجرائم.
وفي هذا السياق، تتعرض شركة مايكروسوفت لانتقادات شديدة بسبب تعاونها مع إسرائيل، حيث كشفت فانيا أغراوال، الموظفة المقالة من الشركة، عن دور مايكروسوفت في تسريع العمليات العسكرية ضد غزة باستخدام تقنيات متطورة.
وعلى الرغم من الضغوط والاحتجاجات الداخلية، تستمر مايكروسوفت في تقديم الدعم التقني للجيش الإسرائيلي، مما جعلها جزءًا من آلة القتل الإسرائيلية.
وهذا التعاون لا يقتصر فقط على توفير التكنولوجيا، بل يتضمن أيضًا إسكات أصوات الموظفين الذين يرفضون هذا التواطؤ، مما يسلط الضوء على عمق الأزمة الأخلاقية التي تواجهها الشركات الكبرى في تعاملاتها مع الدول المتورطة في جرائم حرب.
فضيحة مايكروسوفت في إبادة غزة
وأكدت أغراوال أن “خدمات مايكروسوفت ساعدت بشكل غير مباشر في تمكين الإبادة الجماعية ضد غزة”، مشيرة إلى أن “مايكروسوفت كانت جزءاً من الشبكة التقنية التي تسهم في تسريع الأحداث المدمرة في القطاع الفلسطيني”.
وأضافت أن على مدار عام ونصف، أصبح من الواضح كيف تسهم علاقة الشركة مع إسرائيل في استدامة العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد غزة.
مايكروسوفت وقمع الموظفين
وأوضحت أغراوال أن التحذيرات الداخلية من قبل موظفين في الشركة بخصوص تعاون مايكروسوفت مع إسرائيل تم “قمعها بشكل منهجي”.
وقالت: “رفضت الشركة التعليق على الأسئلة الداخلية، وقامت بحذف التعليقات التي طالبت بالتوضيح من قبل الموظفين”.
احتجاجات موظفي مايكروسوفت ضد دعم إسرائيل
ورغم الضغوط ومحاولات إسكاتهم، أظهر العديد من موظفي مايكروسوفت حول العالم تضامناً صامتاً مع غزة، عبر وسائل عدة مثل تغيير رسائل الحالة الخاصة بهم.
وفي واقعة لافتة، قاطع بعض الموظفين كلمة الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت للذكاء الاصطناعي، مصطفى سليمان، في حفل الذكرى الخمسين لتأسيس الشركة، احتجاجاً على تعاملات مايكروسوفت مع إسرائيل.
الاحتجاج الصريح لفانيا أغراوال
وفي الحفل ذاته، وأمام مؤسسي مايكروسوفت، بيل غيتس وستيف بالمر، هتفت فانيا أغراوال قائلة: “عار عليكم جميعاً، أنتم جميعاً منافقون، عار عليكم أن تحتفلوا فوق دمائهم. اقطعوا علاقاتكم مع إسرائيل”. وبعد احتجاجها، تم إخراجها من الحفل.
وفي أعقاب احتجاج فانيا أغراوال، قامت مايكروسوفت بفصلها وزميلتها، المهندسة المغربية ابتهال أبو السعد، بسبب اعتراضهما على خدمات الشركة التي تقدمها لإسرائيل.
ووفقاً لتقرير نشرته وكالة “أسوشيتد برس” في فبراير/ شباط 2025، كشف أن الجيش الإسرائيلي يستخدم منصة “مايكروسوفت أزور” لجمع المعلومات من خلال “مراقبة جماعية” تشمل المكالمات الهاتفية، الرسائل النصية، والبيانات الصوتية التي يتم تحويلها إلى نصوص مترجمة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
الذكاء الاصطناعي والحرب الإسرائيلية
وأفاد التقرير أن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي التي توفرها مايكروسوفت ارتفع بشكل كبير خلال حرب الإبادة الجماعية في غزة. فقد زاد استخدام الجيش الإسرائيلي لهذه التقنيات بنسبة 200% منذ بداية الحرب في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، مما يساهم في تعزيز العمليات العسكرية ضد الفلسطينيين.
كما ارتفعت كمية البيانات المخزنة على خوادم “مايكروسوفت” لتصل إلى 13.6 بيتابايت بين مارس ويوليو 2024، وهو ما يعادل ضعف الكمية المخزنة في الفترات السابقة.