حسين الشيخ في السعودية: طموحات خلافة عباس وتحريض على حماس

في خطوة أثارت اهتمام الأوساط السياسية العربية والفلسطينية، عقد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يوم الخميس لقاءً مباشراً في السعودية مع حسين الشيخ، الذي جرى تعيينه مؤخرا نائبا لرئيس منظمة التحرير بقرار من الرئيس محمود عباس.
اللقاء، الذي جرى في جدة السعودية بعيدًا عن الأضواء الإعلامية، تناول مستقبل القيادة الفلسطينية، وتوازن القوى في الساحة السياسية، إلى جانب دور السعودية المرتقب في المرحلة المقبلة.
وبحسب مصادر خاصة فإن حسين الشيخ جاء إلى السعودية محمّلاً برؤية شاملة للمرحلة الفلسطينية المقبلة، معتمداً على ورقة الدعم السعودي كرافعة سياسية نحو خلافة الرئيس عباس.
وذكرت المصادر أن الشيخ عرض على ولي العهد السعودي “كافة أشكال التعاون”، بما في ذلك التنسيق الأمني والسياسي، وضمان تنفيذ أي رؤية سعودية للحل في فلسطين، خاصة في ظل الحراك الإقليمي والدولي المتسارع حول مستقبل القطاع ومرحلة ما بعد الحرب في غزة.
وأوضحت المصادر أن الشيخ لم يكتفِ بعرض الشراكة، بل انخرط في تحريض مباشر على حركة “حماس”، التي تشهد شعبيتها تصاعدًا بعد أكثر من 19 شهرا من المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي.
وخلال اللقاء، شدد الشيخ على ضرورة “جهد عربي متكامل لإقصاء حماس من المشهد السياسي الفلسطيني”، محذراً من أن ترك الحركة في الواجهة “يعني تعميق الانقسام وتفجير أية حلول قادمة”.
ويُنظر إلى اللقاء كجزء من حراك دبلوماسي متصاعد في المنطقة لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي في ظل الغموض الذي يلف مصير الرئيس عباس، الذي تجاوز عامه الثامن والثمانين وسط غياب واضح لخطة انتقال سلس للسلطة.
ويأتي هذا الحراك في وقت تتزايد فيه التقديرات بأن واشنطن وعواصم عربية فاعلة باتت تبحث عن بدائل جديدة للقيادة الفلسطينية قادرة على التعاطي مع مرحلة ما بعد الحرب في غزة، وعلى رأسها ملف إعادة الإعمار وترتيب شكل الحكم في القطاع.
ويرى مراقبون أن زيارة الشيخ، الذي يُعد أحد أعمدة التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي، تمثل محاولة مبكرة لتأمين دعم عربي قوي، في ظل تراجع شعبية السلطة الفلسطينية داخل الأراضي المحتلة، لا سيما في الضفة الغربية.
ورغم أن السعودية لم تصدر سوى بيان رسمي مقتضب حول تفاصيل اللقاء جاء فيه أنه بحث تطورات الأوضاع في فلسطين، فإن توقيته ومضمونه يعكسان تحوّلاً لافتاً في انخراط الرياض بالملف الفلسطيني، بعد سنوات من الابتعاد النسبي، خصوصًا في ظل مساعيها لبناء دور إقليمي أكثر تأثيرًا في قضايا المنطقة، ومنها الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.
يُذكر أن السعودية كانت قد اشترطت في وقت سابق، ضمن مباحثات التطبيع مع إسرائيل، تحقيق “خطوات جادة تجاه حل الدولتين”، وهو ما يمنحها هامشاً واسعاً للمناورة في ملف الخلافة الفلسطينية.
وفي ظل انعدام التوافق الداخلي الفلسطيني، يبدو أن حراك حسين الشيخ يسعى لاختبار مدى استعداد العواصم العربية –وعلى رأسها الرياض– لمنحه غطاءً سياسياً في معركة ما بعد عباس، وسط تساؤلات عن مدى قبول الشعب الفلسطيني لمثل هذا الخيار، خاصة مع وجود تيارات معارضة داخل منظمة التحرير نفسها، واحتقان شعبي متزايد تجاه القيادة الحالية.