القصة في ارقام
أخر الأخبار

في ظل دمار غزة.. مصر تسجل رقماً قياسياً في تصدير الأسمنت إلى إسرائيل

كشفت بيانات رسمية إسرائيلية ومصرية، اطلع عليها موقع “عربي بوست”، أن صادرات مصر من الأسمنت إلى إسرائيل بلغت مستويات غير مسبوقة منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة في أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

ووفقاً للتحليل، تضاعفت صادرات القاهرة من الأسمنت إلى تل أبيب بمعدل 13 مرة مقارنة بالفترة نفسها قبل الحرب.

تصدير الأسمنت إلى إسرائيل

اعتمد “عربي بوست” في تحليله على بيانات “الجهاز المركزي الإسرائيلي للإحصاء” و”المجلس التصديري لمواد البناء والصناعات المعدنية” في مصر، الذي تشكل بقرار وزاري عام 2008.

وأظهرت الإحصاءات أن صادرات مصر من أسمنت بورتلاند — أحد أكثر المواد استخداماً في البناء — وصلت إلى 223.3 مليون دولار خلال 17 شهراً من الحرب، مقارنة بـ17.1 مليون دولار فقط خلال نفس الفترة السابقة.

الغريب أن المجلس المصري قدّر صادرات الأسمنت إلى إسرائيل خلال 2024 بـ50.7 مليون دولار فقط، بينما تقول البيانات الإسرائيلية إن الرقم بلغ 120.7 مليون دولار.

وحتى لحظة نشر التقرير، لم يصدر أي توضيح رسمي مصري حول سبب هذا التباين اللافت.

سوق الأسمنت الإسرائيلي

وفي أبريل/ نيسان 2024، فرضت تركيا قيوداً على تصدير أكثر من 54 منتجاً إلى إسرائيل، من بينها الأسمنت، احتجاجاً على حربها على غزة.

وهذا القرار أدى إلى فراغ في السوق الإسرائيلية، سرعان ما استغلته القاهرة.

إذ ارتفع المتوسط الشهري لصادرات الأسمنت المصري لإسرائيل من 2.6 مليون دولار قبل القرار التركي، إلى 20.4 مليون دولار بعده — أي بزيادة بلغت أكثر من 660%.

وكان بنك إسرائيل قد أشار إلى أن 45% من الأسمنت المستخدم في البلاد كان يأتي من تركيا، ما أجبر تل أبيب على البحث عن بدائل، لتتصدر مصر المشهد إلى جانب قبرص واليونان.

 كيف يُنقل الأسمنت المصري إلى إسرائيل؟

واعتمدت تجارة الأسمنت بين مصر وإسرائيل بشكل أساسي على النقل البحري منخفض التكلفة، خاصة عبر ميناء العريش الذي تديره القوات المسلحة المصرية.

وتتبّع “عربي بوست” حركة ثماني سفن متخصصة في نقل الأسمنت، تعمل ذهاباً وإياباً بين موانئ مصرية وإسرائيلية منذ مارس/ آذار 2025 وحتى أواخر أبريل/ نيسان 2025.

اللافت أن معظم هذه السفن ترفع أعلام دول أجنبية كبنما وليبيريا، لكن وجهتها الوحيدة خلال الأشهر الأخيرة كانت بين العريش وأشدود وحيفا، في ما يشبه “جسراً بحرياً” لنقل الأسمنت في ظل حرب مشتعلة.

بين أرقام التصدير وخراب غزة

في الوقت الذي تتدفق فيه شحنات الأسمنت من مصر إلى إسرائيل، يواصل الجيش الإسرائيلي تدمير البنية التحتية في قطاع غزة.

وتشير تقديرات أممية إلى أن نحو 92% من المنازل في القطاع تضررت أو دُمّرت، أي ما يقارب 436 ألف منزل.

كما قُدرت كمية الركام المتراكم في غزة بحوالي 50 مليون طن، تحتاج إلى عقود لإزالتها بالإمكانات الحالية.

الحرب الإسرائيلية أدّت أيضاً إلى استشهاد وإصابة أكثر من 168 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، في حين لا يزال أكثر من 11 ألف شخص في عداد المفقودين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى