
في خطوة تثير الجدل، وصف قائد جهاز “الارتباط العسكري” في السلطة الفلسطينية اللواء ناصر البوريني، اجتماعات التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي بأنها “ضرورية ومهمة”، معتبرًا أنها تضمن استمرار عمل السلطة، رغم الانتقادات الواسعة لهذا النوع من التنسيق، خاصة بعد 7 أكتوبر 2023.
وقال البوريني إن “تجاوب الاحتلال مع طلبات السلطة بات محدودًا”، إلا أن جهازه مستمر في ما وصفه بـ”تنفيذ رؤية القيادة لتعزيز أمن المجتمع الفلسطيني”، عبر التعاون الأمني المستمر مع إسرائيل.
من هو ناصر البوريني؟
ناصر موسى توفيق البوريني، المولود في 26 مارس 1979، هو ضابط فلسطيني برتبة لواء، يشغل منذ نوفمبر 2024 منصب مدير جهاز الارتباط العسكري ورئيس اللجنة الأمنية المشتركة (J.S.C)، بعد سنوات من عمله كحارس شخصي لرئيس السلطة محمود عباس ورئيسي الوزراء السابقين محمد اشتية ورامي الحمد الله.
تعيينه في هذا المنصب الحساس أثار تساؤلات واسعة، باعتبار أن شاغله يجب أن يحظى بعلاقات قوية مع أجهزة الأمن الإسرائيلية، ويمثل همزة الوصل المباشرة بين السلطة والاحتلال.
علاقات مشبوهة ونفوذ داخل السلطة
وخلال فترة عمله، أثار البوريني موجة انتقادات على خلفية ظهوره في صورة “سيلفي” مع المغنية نانسي عجرم في أحد حفلات “عرب أيدول”، وهو ما اعتُبر دليلاً على بعده عن الهم الوطني، وعدم التزامه بالوقار المفترض من رجل في موقعه الأمني الحساس.
ويعرف عن البوريني استغلاله لنفوذه داخل دوائر السلطة لفرض قراراته، حتى على مسؤولين رفيعي المستوى.
ومن أبرز الحوادث التي تكشف عن هذا السلوك، شجاره العنيف مع رئيس وحدة العلاج في الخارج بوزارة الصحة هيثم الهدري في 2022، بسبب رفض الأخير طلبًا ماليًا من البوريني.
النتيجة؟ نُقل الهدري من منصبه بشكل مفاجئ، وهو ما وثقته وسائل إعلام عبرية، وأشارت إلى أن الاقتراب من البوريني “ليس من الحكمة”، بسبب قربه من القيادة السياسية.
بين النفوذ والارتهان
ويعكس سلوك ناصر البوريني المثير للجدل، وعلاقاته الوثيقة مع الاحتلال، صورة لضابط في السلطة الفلسطينية يبدو أكثر التزامًا بخدمة التنسيق الأمني وحماية مصالح الاحتلال، على حساب الأولويات الوطنية الفلسطينية.
وحذر مراقبون من خطورة أن يتولى أمثال البوريني مواقع حساسة، ما يفتح المجال أمام تكرار اختراقات أمنية، وتضييق الخناق على الحريات، مقابل تقديم “الخدمات الأمنية المجانية” للاحتلال الإسرائيلي.