قبل زيارة ترامب.. السلطة تتوسل عبر السعودية والشيخ يتصدر المشهد

استهل نائب رئيس السلطة الفلسطينية، حسين الشيخ، أولى جولاته الخارجية منذ تعيينه، بزيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية، وسط تساؤلات وتكهنات حول أهداف الجولة وتوقيتها اللافت، خاصة أنها تتزامن مع زيارة مرتقبة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى المنطقة، تشمل السعودية وقطر والإمارات.
وأكدت مصادر مطلعة أن الزيارة جاءت بطلب فلسطيني عاجل، وأن الشيخ يسعى عبرها لتقديم نفسه كخليفة محتمل للرئيس محمود عباس، عبر محاولة كسب الدعم العربي والإقليمي.
السلطة تتوسل عبر السعودية
ووفقًا لمصادر سياسية في رام الله، فإن حسين الشيخ يحمل رسالة خاصة من الرئيس عباس موجهة إلى إدارة ترامب، سيتم تسليمها عبر القنوات السعودية، في محاولة لإعادة فتح قنوات الاتصال مع البيت الأبيض بعد سنوات من الجمود.
وتتضمن الرسالة تعهدات من السلطة بإجراء “إصلاحات داخلية” تشمل تقليص صلاحيات عباس، مكافحة الفساد، وتمكين شخصيات “مقبولة إقليميًا” في دوائر الحكم، في إطار استعدادات السلطة لإدارة ما يُعرف بـ”اليوم التالي للحرب على غزة”.
دعم سياسي ووساطة مع واشنطن
ويراهن الشيخ على الدور المحوري الذي تلعبه المملكة في التأثير على واشنطن، سعيًا لإعادة السلطة إلى طاولة الحوار، وتحسين صورتها أمام الإدارة الأمريكية، خاصة في ظل المخاوف الفلسطينية من قرارات مفاجئة قد يتخذها ترامب في حال فوزه، كشرعنة الضم في الضفة الغربية أو تثبيت نقل السفارة إلى القدس.
وتهدف الزيارة أيضًا إلى طلب زيادة الدعم المالي السعودي، لمساعدة السلطة في تجاوز أزمتها المالية الحادة، التي قد تؤدي إلى توقف صرف الرواتب خلال الشهور المقبلة.
ووفقًا للمصادر، سيحاول الشيخ طمأنة السعوديين بأن المرحلة المقبلة ستشهد تعديلات وزارية في حكومة محمد مصطفى، وربما تشكيل حكومة جديدة، بهدف تعزيز الشفافية وتحسين صورة السلطة أمام المانحين.
محاولة تلميع الشيخ كخليفة لعباس
وتشير تحركات حسين الشيخ إلى استراتيجية واضحة لتسويقه خليفةً لعباس، عبر جولات خارجية تهدف إلى كسب التأييد العربي والدولي، لا سيما مع التوقعات بانتهاء عهد عباس نهاية هذا العام أو مطلع العام المقبل.
وفي المقابل، وعد الشيخ الجانب السعودي بعدم اعتراض السلطة أو حركة فتح الرسمية على التطبيع السعودي – الإسرائيلي، ما اعتبره مراقبون “مقابلًا سياسيًا صامتًا” لدعم شخصه خليفة محتملاً.
محاولة صناعة توافق إقليمي
من الرياض، سيتوجه الشيخ إلى الدوحة، لعقد لقاءات مع المسؤولين القطريين، طلبًا لدعم مالي إضافي، ومحاولة إنشاء مظلة مالية عربية، وتوسيع شبكة الدعم خارج السعودية.
كما يسعى لإقناع الدوحة بممارسة ضغط مباشر على حركة حماس لتسليم قطاع غزة للسلطة، ونزع سلاحها مقابل دمجها في منظمة التحرير كحزب سياسي فقط.
المصادر لم تستبعد أن يعقد الشيخ اجتماعًا مع قيادات من حماس، في محاولة لإظهار أنه يتعامل مع الحركة بعقلية مختلفة عن محمود عباس، وهو أمر شكك فيه مراقبون، نظرًا لتاريخ الشيخ المعروف بموقفه المعادي للمقاومة.
ترتيب مشهد ما بعد الحرب
وتُختتم الجولة بزيارة إلى مصر، حيث سيلتقي الشيخ مسؤولين بارزين، بينهم وزير الخارجية بدر عبد العاطي، لبحث ترتيبات ما بعد الحرب، وعلى رأسها لجنة الإسناد المجتمعي التي اقترحتها مصر لإدارة غزة مؤقتًا.
وتأمل السلطة أن تُمنح هذه اللجنة غطاءً عربيًا، يسمح لها ببسط نفوذها في غزة، في انتظار ترتيب أوراقها داخليًا لاستعادة السيطرة على القطاع بشكل كامل.