كشفت تقارير حديثة عن تواطؤ شركة التكنولوجيا العملاقة “جوجل” في دعم الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته ضد الفلسطينيين من خلال تسهيل التبرعات لجمعيات مؤيدة لإسرائيل، بما في ذلك تلك التي تدعم الجيش الإسرائيلي والمستوطنات غير القانونية.
بحسب وثائق مسربة اطلع عليها موقع ميدل إيست آي، تقوم جوجل بمطابقة تبرعات موظفيها لصالح منظمات مثل أصدقاء قوات الحرب الإسرائيلية (FIDF)، التي تقدم دعمًا ماليًا ومعنويًا للجنود الإسرائيليين، وHaYovel، وهي جمعية صهيونية مسيحية تدعم المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
دعم مباشر للجيش الإسرائيلي
تعتبر منظمة FIDF واحدة من أبرز المستفيدين من نظام التبرعات الذي تديره جوجل عبر منصة Benevity.
وتدعم المنظمة وحدات قتالية في الجيش الإسرائيلي مثل لواء غولاني ووحدات المظليين، وقد جمعت ما يزيد عن 34.5 مليون دولار منذ بدء الحرب على غزة في أكتوبر 2023، لدعم الجنود المشاركين في الهجمات على الفلسطينيين.
تعزيز الاستيطان في الأراضي المحتلة
على الجانب الآخر، تعمل منظمة HaYovel على دعم المستوطنات غير القانونية في الضفة الغربية، مُقدمةً معدات أمنية بملايين الدولارات ومساعدة مزارعين يهود في المستوطنات.
وتروج المنظمة لاستمرار سيطرة الاحتلال على الأراضي الفلسطينية تحت مزاعم توراتية.
مشروع نيمبوس
إلى جانب التبرعات، تواجه جوجل انتقادات واسعة بسبب شراكتها في مشروع نيمبوس بقيمة 1.2 مليار دولار، والذي يهدف لتزويد الحكومة والجيش الإسرائيليين بخدمات الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي.
وفقًا لوثائق داخلية، أعرب مسؤولون في الشركة عن مخاوفهم من أن المشروع قد يسهم في تسهيل انتهاكات حقوق الإنسان بحق الفلسطينيين.
دعوات لمقاطعة جوجل
تعرضت جوجل لضغوط متزايدة من موظفيها، الذين انتقدوا دعم الشركة للجيش الإسرائيلي والمستوطنات غير القانونية.
ونظم العاملون اعتصامات ورفعوا شعارات مثل “موظفو جوجل ضد الإبادة الجماعية”، مطالبين بوقف أي شراكة تعزز الاحتلال الإسرائيلي.
ورغم تلك التحركات، استمرت الشركة في تجاهل هذه المطالب.
هل يتكرر السيناريو مع شركات أخرى؟
تجدر الإشارة إلى أن جوجل ليست الشركة الوحيدة المتورطة؛ إذ تُظهر التقارير أن شركة “أبل” أيضًا تستخدم منصة Benevity لدعم جمعيات مشابهة، مما يسلط الضوء على دور كبرى شركات التكنولوجيا في تعزيز الاحتلال الإسرائيلي.