معالجات اخبارية

الاحتلال يضطر للتدخل علنًا لحماية عملائه ومخطط نشر الفوضى والسرقات

في سابقة نادرة تؤكد ضلوع الاحتلال الإسرائيلي المباشر في إدارة الفلتان الأمني داخل قطاع غزة، اضطر الاحتلال للتدخل علنًا لحماية عملائه ومخطط نشر الفوضى والسرقات.

إذ ألقت طائرة استطلاع صغيرة من نوع “كواد كابتر” تابعة لجيش الاحتلال منشورًا ورقيًا على مناطق في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، يحمل تحذيرًا صريحًا من استهداف المتعاونين مع الاحتلال.

وهذا التحذير العلني غير المسبوق كشف النقاب عن دور الاحتلال المركزي في تغذية حالة الفوضى والفلتان الأمني عبر عملاء محليين جرى تجنيدهم لهذا الغرض.

رسالة استخباراتية أم اعتراف علني؟

المنشور، الذي كتب بلغة تحذيرية مباشرة، يقر ضمناً أن من يصفهم الاحتلال بـ”المدنيين” ليسوا سوى عملاء متعاونين تم زرعهم ضمن أحياء غزة لأداء مهام أمنية قذرة.

ووفق مصادر محلية، فإن المنشور تضمن عبارة صريحة تشير إلى أن الفوضى التي شهدتها بعض المناطق مؤخراً لم تكن سوى “إجراء ميداني مخطط بإشراف ضباط المخابرات الإسرائيلية”.

وهو ما لا يدع مجالًا للشك في أن حالات السرقة، النهب، وإطلاق النار العشوائي التي حاول البعض تبريرها على أنها رد فعل شعبي، لم تكن سوى فصول مرسومة من قبل جهاز “الشاباك” الإسرائيلي.

عملاء الاحتلال.. أدوات قذرة للفوضى

يأتي هذا التدخل الإسرائيلي في وقت بدأت فيه الأجهزة الأمنية في غزة بتنفيذ حملة حازمة لضبط الحالة الأمنية ومحاسبة كل من تورط في أعمال الفوضى والسطو والاعتداء على الممتلكات.

وقد أثارت هذه الحملة انتقادات من أعضاء خلية افيخاي والذباب الالكتروني التابع للسلطة الفلسطينية وحركة فتح ودول التطبيع العربي.

إلا أن المنشور الإسرائيلي نفسه أسقط القناع عن هذه الجهات، إذ أكد أن من يهاجم القوى الأمنية التي تتعامل بصرامة مع العملاء، إنما يخدم بشكل مباشر أجندة الاحتلال، ويقف في خندق واحد مع الذين يسعون لتدمير النسيج الاجتماعي الفلسطيني.

المتواطئون في الداخل.. شركاء في الجريمة

اللافت أن بعض الأبواق الإعلامية الناطقة بالعربية، والمرتبطة بتمويل خارجي، شاركت خلال الأيام الماضية في حملة تشويه مكثفة ضد القوى الأمنية في غزة، بينما اتضح أن تلك الحملات كانت تتقاطع حرفياً مع الأهداف الأمنية للاحتلال.

فالمنظومة الإعلامية التابعة لإسرائيل، ومنها بعض المنصات الناشطة على مواقع التواصل، عملت بشكل متزامن على تلميع صورة العملاء، وتصويرهم كـ”ضحايا”، في محاولة يائسة لإرباك الجبهة الداخلية وحرف الأنظار عن الجرائم الحقيقية التي يرتكبها الاحتلال يوميًا بحق الشعب الفلسطيني.

وسقوط القناع لم يكن محليًا فقط، بل جاء بإقرار من الاحتلال نفسه، الذي اضطر إلى التدخل لحماية عملائه بعد فشل مخططه في إشعال حالة تمرد داخلية تبرر له خطوات أعنف لاحقًا.

ويبدو أن رسائل الطائرة الإسرائيلية لم تكن موجهة فقط لأهالي غزة، بل أيضًا لأولئك الذين يتحركون داخل الصف الفلسطيني بأجندات مريبة، بأنهم تحت حماية “تل أبيب”، وهو ما يضعهم في موقع الخيانة الوطنية الصريحة.

في ظل هذا الواقع، تتأكد صحة النهج الحازم الذي تتبناه الجهات الأمنية الوطنية في غزة، وعدم السماح لأيادي الفوضى بالتغلغل داخل المجتمع الفلسطيني.

كما يتضح أن من يهاجم هذا النهج أو يحاول تشويهه، ليس سوى أداة أخرى في المشروع الإسرائيلي لتفكيك الداخل الفلسطيني وإشغال المقاومة بمعارك جانبية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى